تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٨٥
سورة آل عمران 191 192 الحسين بن محمد القاضي أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسين الإسفرايني أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ أنا أحمد بن عبد الجبار أنا أبو فضيل عن حصين بن عبد الرحمن عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه رقد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه استيقظ فتسوك ثم توضأ وهو يقول (إن في خلق السماوات والأرض) حتى ختم السورة ثم قام فصلى ركعتين فأطال فيهما القيام والركوع والسجود ثم انصرف فنام حتى نفخ ثم فعل ذلك ثلاث مرات ست ركعات كل ذلك يستاك ثم يتوضأ ثم يقرأ هؤلاء الآيات ثم أوتر بثلاث ركعات ثم أتاه المؤذن فخرج إلى الصلاة وهو يقول \ اللهم اجعل في بصري نورا وفي سمعي نورا وفي لساني نورا واجعل من خلفي نورا ومن أمامي نورا واجعل من فوقي نورا ومن تحتي نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا \ قوله تعالى (لآيات لأولي الألباب) ذوي العقول ثم وصفهم فقال 191 (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم) قال علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم والنخعي وقتادة هذا في الصلاة يصلي قائما فإن لم يستطع قاعدا فإن لم يستطع فعلى جنب أخبرنا أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الضبي أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي أنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي أخبرنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي أنا هناد أنا وكيع عن إبراهيم بن طهمان عن حسين المعلم عن عبد الله بن زيدة عن عمران بن حصين قال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة المريض فقال \ صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب \ وقال سائر المفسرين أراد به المداومة على الذكر في عموم الأحوال لأن الإنسان قل ما يخلوا من إحدى هذه الحالات الثلاث نظيره في سورة النساء (فإذا قضيتم لا صلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم) (ويتفكرون في خلق السماوات والأرض) وما أبدع فيهما ليدلهم ذلك على قدرة الله ويعرفوا أن لها صانعا قادرا مدبرا حكيما قال ابن عوان الفكرة تذهب الغفلة وتحدث للقلب الخشية كما يحدث الماء للزرع النماء وما جليت القلوب بمثل الأحزان ولا استنارت بمثل الفكرة (ربنا) أي ويقولون ربنا (ما خلقت هذا) رده إلى الخلق فلذلك لم يقل هذه (باطلا) أي عبثا وهزلا بل خلقته لأمر عظيم وانتصب (باطلا) بنزع الخافض أي الباطل (سبحانك فقنا عذاب النار) 192 (ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته) أي أهنته وقيل أهلكته وقيل فضحته لقوله تعالى
(٣٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 ... » »»