سورة آل عمران 186 التي خلق منها \ (وإنما توفون أجوركم) توفون جزاء أعمالكم (يوم القيامة) إن خيرا فخير وإن شرا فشر (فمن زحزح) نحي وأزيل (عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) يعني منفعة ومتعة كالفأس والقدر والقصعة ثم يزول ولا يبقى وقال الحسن كخضرة النبات ولعب البنات لا حاصل له قال قتادة هي متاع متروكة يوشك أن تضمحل بأهلها فخذا من هذا المتاع بطاعة الله ما استطعتم والغرور الباطل أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري أنا حاجب بن أحمد الطوسي أخبرنا محمد بن إسماعيل بن يحيى أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ يقول الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر \ واقرؤوا إن شئتم (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) وإن في الجنة بشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها واقرؤوا إن شئتم (وظل ممدود ) ولموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما عليها واقرؤوا إن شئتم (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) 186 (لتبلون في أموالكم وأنفسكم) الآية قال عكرمة ومقاتل والكلبي وابن جريج نزلت الآية في أبي بكر وفنحاص بن عازوراء وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر إلى فنحاص بن عازوراء سيد بني قينقاع ليستمده وكتب إليه كتابا وقال لأبي بكر رضي الله عنه \ لا تفتأتن علي بشيء حتى ترجع \ فجاء أبو بكر رضي الله عنه وهو متوشح السيف فأعطاه الكتاب فلما قرأه قال قد احتاج ربك إلى أن نمده فهم أبو بكر رضي الله عنه أن يضربه بالسيف ثم ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم \ لا تفتأتن علي بشيء حتى ترجع \ فكف فنزلت هذه الآية وقال الزهري نزلت في كعب بن الأشرف فإنه كان يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسب المسلمين ويحرض المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في شعره ويسب نساء المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم \ من لي بابن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله \ فقال محمد بن مسلمة الأنصاري أنا لك يا رسول الله أنا أقتله قال فافعل إن قدرت على ذلك فرجع محمد بن مسلمة فمكث ثلاثا لا يطعم ولا يشرب إلا ما تعلق به نفسه فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه وقال له لم تركت الطعام والشراب قال يا رسول الله قلت قولا ولا أدري هل أفي به أم لا فقال إنما عليك الجهاد فقال يا رسول الله إنه لا بد لنا من أن نقول فيه قال قولوا ما بدا لكم وأنتم في حل من ذلك فاجتمع في قتله محمد بن سلمة وسلكان بن
(٣٨١)