تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٨٤
سورة آل عمران 189 190 العذاب وقرأ ابن كثير وأبو عمرو (فلا يحسبهم) بالياء وضم بالياء خبرا عن الفارحين أي فلا يحسبن أنفسهم وقرأ الآخرون بالتاء وفتح الباء أي فلا تحسبنهم يا محمد وأعاد قوله (فلا تحسبنهم) تأكيدا وفي حرف عبد الله بن مسعود (ولا يحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا بمفازة من العذاب) من غير تكرار واختلفوا فيمن نزلت هذه الآية أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا سعيد بن أبي مريم أنا محمد بن جعفر حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن ياسر عن أبي سعيد الخدري أن رجالا من المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا فنزل (لا تحسبن الذين يفرحون بما أوتوا) الآية وأخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا إبراهيم بن موسى أنا هشام أن ابن جريج أخبرهم قال أخبرني ابن أبي مليكة أن علقمة بن وقاص أخبره أن مروان قال لبوابه اذهب يا رافع إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقل له لئن كان كل امرئ فرح بما أوتي وأحب أن يحمده بما لم يفعل معذبا لنعذبن أجمعون فقال ابن عباس ما لكم ولهذه إنما دعا النبي صلى الله عليه وسلم يهود فسألهم عن شيء فكتموه إياه فأخبروه بغيره فأروه أن قد استحمدوا إليه بما أخبروه عنه فيما سألهم وفرحوا بما أتوا من كتمانهم ثم قرأ ابن عباس رضي الله عنهما (وإذ أخذ الله ميثاق الذين آوتوا الكتاب) كذلك إلى قوله (يفرحون بما أوتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا) قال عكرمة نزلت في فنحاص وأسيبع وغيرهما من الأحبار يفرحون بإضلالهم الناس بنسبة الناس إياهم إلى العلم وليسوا بأهل العلم وقال مجاهد هم اليهود فرحوا بإعجاب الناس بتبديلهم الكتاب وحمدهم إياهم عليه وقال سعيد بن جبير هم اليهود فرحوا بإعجاب الناس بتبديلهم الكتاب وحمدهم إياهم عليه وقال سعيد بن جبير هم اليهود فرحوا بما أعطى الله آل إبراهيم وهم برآء من ذلك وقال قتادة ومقاتل أتت يهود خيبر نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالوا نحن نعرفك ونصدقك وإنا على رأيك ونحن لك ردء ولي ذلك في قلوبهم فلما خرجوا قال لهم المسلمون ما صنعتم قالوا عرفناه وصدقناه فقال لهم المسلمون أحسنتم هكذا فافعلوا فحمدوهم ودعوا لهم فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال (يفرحون بما أتوا) قال الفراء بما فعلوا كما قال الله تعالى (لقد جئت شيئا فريا) أي فعلت (ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة) بمنجاة (من العذاب ولهم عذاب أليم) 189 (ولله ملك السماوات والأرض) يصرفها كيف يشاء (والله على كل شيء قدير) 190 (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) أخبرنا الإمام أبو علي
(٣٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 ... » »»