تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٨٠
سورة آل عمران 183 185 183 قوله تعالى (الذين قالوا إن الله عهد إلينا) الآية قال الكلبي نزلت في كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف ووهب بن يهوذا وزيد بن التابوت وفنحاص بن عازوراء وحيي بن أخطب أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد تزعم أن الله تعالى بعثك إلينا رسولا وأنزل عليك الكتاب وأن الله تعالى قد عهد إلينا في التوراة (أن لا نؤمن لرسول) يزعم أنه من عند الله (حتى يأتينا بقربان تأكله النار) فإن جئتنا به صدقناك فأنزل الله تعالى (الذين قالوا) أي سمع الله قول الذين قالوا ومحل (الذين) خفض ردا على (الذين) الأول (إن الله عهد إلينا) أي أمرنا وأوصانا في كتبه أن لا نؤمن برسول أي لا نصدق رسولا يزعم أنه جاء من عند الله حتى يأتينا بقربان تأكله النار فيكون دليلا على صدقه والقربان كل ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى من نسيكة وصدقة وعمل صالح وهو فعلان من القربة وكانت القرابين والغنائم لا تحل لبني إسرائيل وكانوا إذا قربوا قربانا أو غنموا غنيمة جاءت نار بيضاء من السماء لا دخان لها ولها دوي وحفيف فتأكله وتحرق ذلك القربان وتلك الغنيمة فيكون ذلك علامة القبول وإذا لم يقبل بقيت على حالها وقال السدي إن الله تعالى أمر بني إسرائيل من جاءكم يزعم أنه رسول الله فلا تصدقوه حتى يأتيكم بقربان تأكله النار حتى يأتيكم المسيح ومحمد فإذا أتياكم فآمنوا بهما فإنهما يأتيان بغير قربان قال الله تعالى إقامة للحجة عليهم (قل) يا محمد (قد جاءكم) يا معشر اليهود (رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم) من القربان (فلم قتلتموهم) يعني زكريا ويحيى وسائر من قتلوا من الأنبياء وأراد بذلك أسلافهم فخاطبهم بذلك لأنهم رضوا بفعل أسلافهم (إن كنتم صادقين) معناه تعذيبهم إياك مع علمهم بصدقك كقتل آبائهم الأنبياء مع الإتيان بالقربان والمعجزات ثم قال معزيا لنبيه صلى الله عليه وسلم 184 (فإن كذبوك فقد كذبت رسل من قبلك جاؤوا بالبينات والزبر) قرأ ابن عامر (وبالزبر) أي بالكتب المزبورة يعني المكتوبة واحدها مثل رسول ورسل (والكتاب المنير) الواضح المضيء 185 قوله عز وجل (كل نفس) منفوسة (ذائقة الموت) وفي الحديث \ لما خلق الله تعالى آدم اشتكت الأرض إلى ربها لما أخذ منها فوعدها أن يرد فيها ما أخذ منها فما من أحد إلا ويدفن في التربة
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»