سورة آل عمران 171 172 171 (يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله) أي وبأن الله وقرأ الكسائي بكسر الألف على الاستئناف (لا يضيع أجر المؤمنين) أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أبو إسحق الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلمته أن يدخله أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة \ وقال \ والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثغب دما اللون لون الدم والريح ريح المسك \ أخبرنا الإمام أبو علي الحسن بن محمد القاضي أنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنا علي بن الحسن الداربجردي أنا عبد الله بن يزيد المقري أنا سعيد حدثني محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ الشهيد لا يجد ألم القتل إلا كما يجد أحدكم ألم القرصة \ 172 قوله تعالى (الذين استجابوا لله والرسول) الآية وذلك أن أبا سفيان وأصحابه لما انصرفوا من أحد فبلغوا الروحاء ندموا على انصرافهم وتلاوموا وقالوا لا محمدا قتلتم ولا الكواعب أردفتم قتلتموهم حتى إذا لم يبق إلا الشريد تركتموه ارجعوا فاستأصلوهم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أن يرهب العدو ويربهم من نفسه وأصحابه قوة فندب أصحابه للخروج في طلب أبي سفيان فانتدب عصابة منهم مع ما بهم من الجرح والقرح الذي أصابهم يوم أحد ونادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم الا لا يخرجن معنا أحد إلا من حضر يومنا بالأمس فكلمه جابر بن عبد الله فقال يا رسول الله إن أبي كان قد خلفني على أخوات لي سبع وقال لي يا بني إنه لا ينبغي لي ولا لك أن تترك هؤلاء النسوة لا رجل فيهن ولست بالذي أوثرك على نفسي في الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتخلف على أخواتك فتخلفت عليهم فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج معه وإنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مرهبا للعدو ليبلغهم أنه خرج في طلبهم فيظنوا أن بهم قوة وأن الذي أصابهم لم يوهنهم فينصرفوا فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وأبو عبيدة بن الجراح في سبعين رجلا رضي الله عنهم حتى بلغوا حمراء الأسد وهي من المدينة على ثمانية أميال فروى عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لعبد الله بن الزبير يا ابن أختي أما والله إن أباك وجدك تعني أبا بكر والزبير لمن الذين قال الله عز وجل فيهم (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح) فمر برسول الله صلى الله عليه وسلم معبد الزاعي بحمراء الأسد وكانت خزاعة مسلمهم وكافرهم عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم بتهامة صفقتهم معه لا يخفون عنه شيئا وكان معبد يومئذ مشركا فقال يا محمد والله لقد عز علينا ما
(٣٧٣)