تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٧٩
سورة آل عمران 181 182 تعالى (يحملون أوزارهم على ظهورهم) (ولله ميراث السماوات والأرض) يعني أنه الباقي الدائم بعد فناء خلقه وزوال أملاكهم فيموتون ويرثهم نظيره قوله تعالى (إنا نحن نرث الأرض ومن عليها) (والله بما تعملون خبير) قرأ أهل البصرة ومكة بالياء وقرأ الآخرون بالتاء 181 قوله تعالى (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) قال الحسن ومجاهد لما نزلت (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا) قالت اليهود إن الله فقير يستقرض منا ونحن أغنياء وذكر الحسن أن قائل هذا الكلام حيي بن أخطب وقال عكرمة والسدي ومقاتل ومحمد بن إسحاق كتب النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر رضي الله عنه إلى يهود بني قينقاع يدعوهم إلى الإسلام أو إلى إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن يقرضوا الله قرضا حسنا فدخل أبو بكر رضي الله عنه ذات يوم بيت مدارسهم فوجد ناسا كثيرا من اليهود قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له فنحاس بن عازوراء وكان من علمائهم ومعه حبر آخر يقال له أسبيع فقال أ [و بكر لفنحاص اتق الله وأسلم فوالله إنك لتعلم أن محمدا رسول الله قد جاءكم بالحق من عند الله تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة فآمن وصدق وأقرض الله قرضا حسنا يدخلك الجنة ويضاعف لك الثواب فقال فنحاص يا أبا بكر تزعم أن ربنا يستقرض أموالنا وما يستقرض إلا الفقير من الغني فإن كان ما تقول حقا فإن الله إذا الفقير ونحن أغنياء وأنه ينهاكم عن الرب ويعطينا ولو كان غنيا ما أعطانا الرب فغضب أبو بكر رضي الله عنه وضرب وجه فنحاص ضربة شديدة وقال والذي نفسي بيده لولا العهد الذي بيننا وبينك لضربت عنقك يا عدو الله فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد انظر ما صنع بي صاحبك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه \ ما حملت على ما صنعت \ فقال يا رسول الله إن عدو الله قال قولا عظيما زعم أن الله فقير وأنهم أغنياء فغضبت لله فضربت وجهه فجحد ذلك فنحاص فأنزل الله تعالى تكذيبا وردا على فنحاص وتصديقا لأبي بكر رضي الله عنه (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) (سنكتب ما قالوا) من الإفك والفرية على الله فنجازيهم به وقال مقاتل سنحفظ عليهم وقال الواقدي سنأمر الحفظة بالكتابة نظيره قوله تعالى (وإنا له كاتبون) (وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق) قرأ حمزة (سيكتب) بضم الياء (وقتلهم) برفع اللام (ويقول) بالياء و (ذوقوا عذاب الحريق) أي النار وهو بمعنى المحرق كما يقال (لهم عذاب أليم) أي مؤلم 182 (ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد) فيعذب بغير ذنب
(٣٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 ... » »»