سورة آل عمران 180 من المنافقين يوم أحد حيث أظهروا النفاق فتخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال قتادة حتى يميز الكافر من المؤمن بالهجرة والجهاد وقال الضحاك (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه) في أصلاب الرجال وأرحام النساء يا معشر المنافقين والمشركين حتى يفرق بينكم وبين من في أصلابكم وأرحام نسائكم من المؤمنين وقيل (حتى يميز الخبيث) وهو المذنب (من الطيب) وهو المؤمن يعني حتى تحط الأوزار عن المؤمن بما يصيبه من نكبة ومحنة ومصيبة (وما كان الله ليطلعكم على الغيب) لأنه لا يعلم الغيب أحد غير الله (ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء) فيطلعه على بعض علم الغيب نظيره قوله تعالى (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحد إلا من ارتضى من رسول) وقال السدي معناه وما كان الله ليطلع محمدا صلى الله عليه وسلم على الغيب ولكن الله اجتباه (فآمنوا بالله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم) 180 (ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم) أي ولا يحسبن الباخلون البخل خيرا لهم (بل هو) يعني البخل (شر لهم سيطوقون) أي سوق يطوقون (ما بخلوا به يوم القيامة) يعني يجعل ما منعه من الزكاة حية تطوق في عنقه يوم القيامة تنهشه من فوقه إلى قدمه هذا قول ابن مسعود وابن عباس وأبي وائل والشعبي والسدي أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا علي بن عبد الله المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا علي بن عبد الله المديني أنا هاشم بن قاسم أخبرنا عبد الرحمن بن دينار عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة فيأخذ بلهزمتيه يني شدقيه ثم يقول أنا مالك أنا كنزك ثم تلا (ولا يحسبن الذين يبخلون) الآية \ أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا عمرو بن حفص بن غياث انا أبي أنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر رضي الله عنه قال انتهيت إليه يعني النبي صلى الله عليه وسلم فقال \ والذي نفسي بيده أو والذي لا إله غيره أو كما حلف ما من رجل يكون له إبل أو بقر أو غنم لا يؤدي حقها إلا أتي بها يوم القيامة أعظم ما يكون وأسمنه تطؤه بأخفافها وتنطحه بقرونها كلما جاوزت أخراها ردت عليه أولادها حتى يقضى بين الناس \ قال إبراهيم النخعي معنى الآية يجعل يوم القيامة في أعناقهم طوقا من النار قال مجاهد يكلفون يوم القيامة أن يأتوا بما بخلوا به في الدنيا من أموالهم وروى عطية عن ابن عباس أن هذه الآية نزلت في أحبار اليهود الذين كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونبوته وأراد بالبخل كتمان العلم كما قال في سورة النساء (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله) ومعنى قوله (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) أي يحملون وزره وإثمه كقوله
(٣٧٨)