سورة آل عمران 170 عروة عن أبيه أن عامر بن الطفيل كان يقول من الرجل منهم لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء من دونه قالوا هو عامر بن فهيرة ثم بعد ذلك حمل ربيعة بن أبي براء على عامر بن الطفيل فطعنه على فرسه فقتله أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا عبد الأعلى بن حماد أنا يزيد بن زريع أنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك أن رعلا وذكوان وعصية وبني لحيان استمدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدوهم فأمدهم بسبعين من النصار كنا نسميهم القراء في زمانهم كانوا يحتطبون بالنهار ويصلون بالليل حتى كانوا ببئر معونة قتلوهم وغدروا بهم فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقنت شهرا يدعو في الصبح على أحياء العرب على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان قال أنس رضي الله عنه فقرأنا فيهم قرآنا ثم إن ذلك رفع بلغوا عنا قومنا إنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ثم نسخت فرفع بعدما قرأناه زمانا وأنزل الله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا) الآية وقيل إن أولياء الشهداء كانوا أصابتهم نعمة تحسروا على الشهداء وقالوا نحن في النعمة وآباؤنا وأبناؤنا وإخواننا في القبور فأنزل الله تعالى تنفيسا عنهم وإخبارا عن حال قتلاهم (ولا تحسبن) ولا تظنن (الذين قتلوا في سبيل الله) قرأ ابن عامر (قتلوا) بالتشديد والآخرون بالتخفيف (أمواتا) كأموات من لم يقتل في سبيل الله (بل أحياء عند ربهم) قيل أحياء في الدين وقيل في الذكر وقيل لأنهم يرزقون ويأكلون ويتمتعون كالأحياء وقيل لأن أرواحهم تركع وتسجد كل ليلة تحت العرش إلى يوم القيامة وقيل لأن الشهيد لا يبلى في القبر ولا تأكله الأرض وقال عبيدة بن عمير مر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف من أحد على مصعب بن عمير وهو مقتول فوقف عليه ودعا له ثم قرأ (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة ألا فأتوهم وزروهم وسلموا عليهم فوالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه \ (رزقون) من ثمار الجنة وتحفها 170 (فرحين بما آتاهم الله من فضله) رزقه وثوابه (ويستبشرون) ويفرحون (بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم) من إخوانهم الذين تركوهم أحياء في الدنيا على مناهج الإيمان والجهاد لعلمهم أنهم إذا استشهدوا ولحقوا بهم ونالوا من الكرامة ما نالوا فهم لذلك مستبشرون (أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
(٣٧٢)