تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٦٩
سورة آل عمران 166 169 هذا) من أين لنا هذا القتل والهزيمة ونحن مسلمون ورسول الله صلى الله عليه وسلم فينا (قل هو من عند أنفسكم) روى عبيدة السلماني عن علي رضي الله عنه قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الله قد كره ما صنع فومك في أخذهم الفداء من الأسارى وقد أمرك أن تخيرهم بين أن يقدموا فتضرب أعناقهم وبين أن يأخذوا الفداء على أن يقتل منهم عدتهم فذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس فقالوا يا رسول الله عشائرنا وإخواننا لا بل تأخذ منهم فداءهم فنقوى به على قتال عدونا ويستشهد منا عدتهم فقتل منهم يوم أحد سبعون عدد أسارى بدر فهذا معنى قوله تعالى (قل هو من عند أنفسكم) أي بأخذكم الفداء واختياركم القتل (إن الله على كل شيء قدير) 166 (وما أصابكم يوم التقى الجمعان) بأحذ من القتل والجرح والهزيمة (فبإذن الله) أي بقضاء الله وقدره (وليعلم المؤمنين) أي وليميز وقيل ليرى 167 (وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالى قاتلوا في سبيل الله) أي لأجل دين الله وطاعته (أو ادفعوا) عن أهلك وحريمكم وقال السدي أي كثروا سواد المسلمين واربطوا إن لم تقاتلوا يكون ذلك دفعا وقمعا للعدو (قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم) وهو عبد الله بن سلام وأصحابه الذين انصرفوا عن أحد وكانوا ثلاثمائة قال الله تعالى (هم للكفر يومئذ أقرب) أي إلى الكفر يومئذ أقرب (منهم للإيمان) أي إلى الإيمان (يقولون بأفواههم) يعني كلمة الإيمان (ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون) 168 (الذين قالوا لإخوانهم) في النسب لا في الدين وهم شهداء أحد (وقعدوا) يعني قعد هؤلاء القائلون عن الجهاد (لو أطاعونا) وانصرفوا عن محمد صلى الله عليه وسلم وقعدوا في بيوتهم (ما قتلوا قل) لهم يا محمد (فادرأوا) فادفعوا (عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين) أن الحذر يغني عن القدر 169 قوله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا) الآية قيل نزلت في شهداء بدر وكانوا أربعة عشر رجلا ثمانية من الأنصار وستة من المهاجرين وقال الآخرون نزلت في شهداء أحد وكانوا
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»