تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٧٦
سورة آل عمران 175 178 175 قوله تعالى (إنما ذلكم الشيطان) يعني ذلك الذي قال لكم (إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم) من فعل الشيطان ألقي في أفواههم لترهبوهم وتجبنوا عنهم (يخوف أولياءه) أي يخوفكم بأوليائه وكذلك هو في قراءة أبي بن كعب يعني يخوف المؤمنين بالكافرين قال السدي يعظم أولياءه في صدورهم ليخافوهم يدل عليه قراءة عبد الله بن مسعود (يخوفكم أولياءه) (فلا تخافوهم وخافون) في ترك أمري (إن كنتم مؤمنين) مصدقين بوعدي لأني متكفل لكم بالنصر والظفر 176 قوله عز وجل (ولا يحزنك) قرأ نافع (يحزنك) بضم الياء وكسر الزاي وكذلك في جميع القرآن إلا قوله (لا يحزنهم الفزع الأكبر) ضده أبو جعفر وهما لغتان حزن يحزن وأحزن يحزن إلا أن اللغة الغالبة حزن يحزن (الذين يسارعون في الكفر) قال الضحاك هم كفار قريش وقال غيره المنافقون يسارعون في الكفر بمظاهرة الكفار (إنهم لن يضروا الله شيئا) بمسارعتهم في الكفر (يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة) نصيبا في ثواب الآخرة فلذلك خذلهم حتى سارعوا في الكفر (ولهم عذاب عظيم) 177 (إن الذين اشتروا) استبدلوا (الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا) بمسارعتهم في الكفر وإنما يضرون أنفسهم (ولهم عذاب أليم) 178 (ولا يحسبن الذين كفروا) قرأ حمزة هذا والذي بعده بالتاء فيهما وقرأ الآخرون بالياء فمن قرأ بالياء (فالذين) في محل الرفع على الفاعل وتقديره لا يحسب الكفار إملاءنا لهم خيرا ومن قرأ بالتاء يعني ولا تحسبن يا محمد الذين كفروا وإنما نصب على البدل من الذين (إنما نملي لهم خير لأنفسهم) والإملاء الامهال والتأخير يقال عشت طويلا وتمليت حينا ومنه قوله تعالى (واهجرني مليا) أي حينا طويلا ثم ابتدأ فقال (إنما نملي لهم) نمهلهم (ليزدادوا إئما ولهم عذاب مهين) قال مقاتل نزلت في مشركي مكة وقال عطاء في قريظة والنضير أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله القفال أنا أبو منصور أحمد بن الفضل البروجردي أنا أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي
(٣٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 ... » »»