النبي صلى الله عليه وسلم \ بل ظننتم أنا نغل ولا نقسم \ فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال قتادة ذكر لنا أنها نزلت في طائفة غلت من أصحابه وقيل إن الأقوياء ألحوا عليه يسألونه من المغنم فأنزل الله تعالى (وما كان لنبي أن يغل) فيعطي قوما ويمنع آخرين بل عليه أن يقسم بينهم بالسوية وقال محمد بن إسحاق هذا في الوحي يقول ما كان لنبي أن يكتم شيئا من الوحي رغبة أو رهبة أو مداهنة قوله تعالى (وما كان لنبي أن يغل) قرأ ابن كثير وأهل البصرة وعاصم (يغل) بفتح الياء وضم الغين معناه أن يخون والمراد منه الأمة وقيل اللام فيه منقولة معناه ما كان النبي ليغل وقيل معناه ما كان يظن به ذلك ولا يأتي به وقرأ الآخرون بضم الياء وفتح الغين وله وجهان أحدهما أن تكون من الغلول أيضا أي ما كان لنبي أن يخان يعني أن تخونه أمته والوجه الآخر أن يكون من الإغلال معناه ما كان لنبي أن يغل أن يخون أي ينسب إلى الخيانة (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) قال الكلبي يمثل له ذلك الشيء في النار ثم يقال له انزل فخذه فينزل فيحمله على ظهره فإذا بلغ موضعه وقع إلى النار ثم يكلف أن ينزل إليه فيخرجه فيفعل ذلك به أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد السرخسي أخبرنا زاهر بن أحمد الفقيه أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي أخبرنا أبو مصعب عن مالك عن ثور بن زيد الديلي عن أبي الغيث مولى بن مطيع عن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام خيبر فلم نغنم ذهبا ولا فضة إلا الأموال والثياب والمتاع قال فوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو وادي القرى وكان رفاعة بن زيد وهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم عبدا أسود يقال له مدعم قال فخرجنا حتى إذا كنا بوادي القرى فبينا مدعم يحط رحلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه سهم عائر فجاء فأصابه فقتله فقال الناس هنيئا له الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من الغنائم لم تصبها المقاسم تشتعل نارا \ فلما سمع ذلك الناس جاء رجل بشراك أو شراكين إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ شراك من نار أو شراكان من نار \ أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أخبرنا إسحق الهاشمي أخبرنا أبو مصعب عن مالك عن يحيى عن سعيد عن محمد بن يحيى بن حيان عن أبي عمرة الأنصاري عن زيد بن خالد الجهني قال إن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي يوم خيبر فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ صلوا على صاحبكم \ فتغيرت وجوه الناس لذلك فزعم زيد أن سول الله صلى الله عليه وسلم قال إن صاحبكم قد غل في سبيل الله قال ففتشنا متاعه فوجدنا خرزا من خرز اليهود لا يساوي درهمين أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الخطيب المروزي أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال أنا أبو العباس الأصم أنا الربيع بن سليمان أخبرنا الشافعي أخبرنا سفيان عن الزهري عن عروة بن الزبير عن أبي حميد الساعدي قال استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزد يقال له ابن اللتيبة على الصدقة فلما قدم قال هذا لكم وهذا أهدي لي فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال \ ما بال العامل نبعثه على بعض أعمالنا فيقول هذا لكم وهذا أهدي لي فهلا جلس في بيت أمه أو في بيت أبيه فينظر أيهدى إليه أم لا والذي نفسي بيده لا يأخذ أحد منه شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمل على رقبته إن كان بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة لها تبعر \ ثم رفع يده حتى رأينا عفرة أبطية ثم قال \ اللهم هل بلغت \ ثلاثا وروى قيس بن أبي حازم عن
(٣٦٧)