سورة آل عمران 154 سفيان وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق يومئذ يدعو الناس حتى انتهى إلى أصحاب الصخرة فلما رأوه وضع رجل سهما في قوسه فأراد أن يرميه فقال أنا رسول الله ففرحوا حين وجدوا رسول الله وفرح النبي صلى الله عليه وسلم حين رأى أن أصحابه من يمتنع به فأقبلوا يذكرون الفتح وما فاتهم منه ويذكرون أصحابهم الذين قتلوا فأقبل أبو سفيان وأصحابه حتى وقفوا بباب الشعب فلما نظر المسلمون إليهم همهم ذلك وظنوا أنهم يميلون عليهم فيقتلونهم فأنساهم هذا ما نالهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لهم أن يعلونا اللهم إن تقتل هذه العصابة لا تعبد في الأرض ثم ندب أصحابه فرموهم بالحجارة حتى أنزلوهم وقيل إنهم غموا الرسول بمخالفة أمره فجازاهم الله بذلك الغم غم القتل والهزيمة قوله تعالى (لكيلا تحزنوا على ما فاتكم) من الفتح والغنيمة (ولا ما أصابكم) أي ولا على ما أصابكم من القتل والهزيمة (والله خبير بما تعملون) 154 (ثم أنزل عليكم) يا معشر المسلمين (من بعد الغم أمنة) يعني أمنا والأمن الأمنة بمعنى واحد وقيل الأمن يكون مع زوال سبب الخوف والأمنة مع بقاء سبب الخوف وكان سبب الخوف هنا قائما (نعاسا) بدل من الأمنة (يغشى طائفة منكم) قرأ حمزة والكسائي (تغشى) بالتاء ردا إلى الأمنة وقرأ الآخرون بالياء ردا على النعاس قال ابن عباس رضي الله عنهما أمنهم يومئذ بنعاس يغشاهم وإنما ينعس من يأمن والخائف لا ينام أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أخبرنا إسماعيل أخبرنا إسحق بن إبراهيم بن عبد الرحمن أنا حسن بن محمد أخبرنا شيبان عن قتادة أخبرنا أنس أن أبا طلحة قال غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد قال فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه وقال ثابت عن أنس عن أبي طلحة قال رفعت رأسي يوم أحد فجعلت ما أرى أحدا من القوم إلا وهو يميل تحت جحفته من النعاس وقال عبد الله بن الزبير عن أبيه الزبير بن العوام لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد علينا الحرب أرسل الله علينا النوم والله إني لأسمع قول معتب بن قشير والنعاس يغشاني ما أسمعه إلا كالحلم يقول لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا فذلك قوله تعالى (يغشى طائفة منكم) يعني المؤمنين (وطائفة
(٣٦٣)