تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٦٤
سورة آل عمران 155 156 قد أهمتهم أنفسهم) يعني المنافقين قيل أراد تمييز المنافقين من المؤمنين فأوقع النعاس على المؤمنين حتى أمنوا ولم يوقع على المنافقين فبقوا في الخوف قد أهمتهم أنفسهم أي حملتهم على الهم يقال أمر مهم (يظنون بالله غير الحق) أي لا ينصر محمدا وقيل ظنوا أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد قتل (ظن الجاهلية) أي كظن أهل الجاهلية والشرك (يقولون هل لنا) (مالنا) لفظة استفهام ومعناه حجد (من الأمر من شيء) يعني النصر (قل إن الأمر كله لله) قرأ أ ل البصرة برفع اللام على الابتداء وخبره في (لله) وقرأ الآخرون بالنصب على البدل وقيل على النعت (يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا) وذلك أن المنافقين قال بعضهم لبعض لو كان لنا عقول لم نخرج مع محمد إلى قتال أهل مكة ولم يقتل رؤساؤنا وقيل لو كان على الحق ما قتلنا ههنا قال الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يعني التكذيب بالقدر وهو قولهم (لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا) (قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب) قضي (عليهم القتل إلى مضاجعهم) مصارعهم (وليبتلي الله) وليمتحن الله (ما في صدوركم وليمحص) يخرج ويظهر (ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور) بما في القلوب من خير وشر 155 (إن الذين تولوا) انهزموا (منكم) يا معشر المسلمين (يوم التقى الجمعان) جمع المسلمين وجمع المشركين يوم أحد وكان قد انهزم أكثر المسلمين ولم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة عشر رجلا ستة من المهاجرين وهم أبو بكر وعمر وعلي وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم قوله تعالى (إنما استزلهم الشيطان) أي طلب زلتهم كما يقال استعجلت فلانا إذا طلبت عجلته وقل حملهم الزلة وهي الخطيئة وقيل أزل واستزل بمعنى واحد (ببعض ما كسبوا) أي بشؤم ذنوبهم قال بعضهم بتركهم المركز وقال الحسن ما كسبوا هو قبولهم من الشيطان ما وسوس إليهم من الهزيمة (ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم) 156 (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا) يعني المنافقين عبد الله بن أبي وأصحابه (وقالوا لإخوانهم) في النفاق والكفر وقيل في النسب (إذ ضربوا في الأرض) أي سافروا فيها
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»