تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٥٢
سورة آل عمران 135 أخبرنا إبراهيم بن سعد أخبرنا سعيد بن محمد عن يحيى بن سعيد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ السخي قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس بعيد من النار والبخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار والجاهي سخي أحب إلى الله من عابد بخيل \ (والكاظمين الغيظ) أي الجارعين الغيظ عند امتلاء نفوسهم منه والكظم حبس الشيء عند امتلائه وكظم الغيظ أن يمتلئ غيظا فيرده في جوفه ولا يظهره ومنه قوله تعالى (إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين) أخبرنا أبو سعيد الشريحي أخبرنا أبو إسحق الثعلبي أخبرنا أبو عمرو الفراتي أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الإسفرايني أخبرنا أبو عبد الله بن محمد زكريا العلاني أخبرنا روح بن عبد المؤمن أخبرنا أبو عبد الرحمن المقري أخبرنا سعيد بن أبي أيوب قال حدثني أبو مرحوم عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ من كظم غيظا وهو يقدر على أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء \ (والعافين عن الناس) قال الكلبي عن المملوكين سوء الأدب وقال زيد بن أسلم ومقاتل عمن ظلمهم وأساء إليهم (والله يحب المحسنين) عن الثوري الإحسان أن تحسن إلى المسئ فإن الإحسان إلى المحسن تجارة 135 قوله تعالى (والذين إذا فعلوا فاحشة) قال ابن مسعود قال المؤمنون يا رسول الله كانت بنو إسرائيل أكرم على الله منا كان أحدهم إذا أذنب وكفارة ذنبه مكتوبة في عتبة بابه اجدع أنفك أو أذنك افعل كذا وكذا فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال عطاء نزلت في تيهان التمار وكنيته أبو معبد أتته امرأة حسناء تبتاه منه تمرا فقال لها إن هذا التمر ليس بجيد وفي البيت أجود منه فذهب بها إلى بيته فضمها إلى نفسه وقبلها فقالت له اتق الله فتركها وندم على ذلك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وذكر ذلك له فنزلت هذه الآية وقال مقاتل والكلبي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين رجلين أحدهما من الأنصار والآخر من ثقيف فخرج الثقفي في غزاة فاستخلف الأنصاري على أهله فاشترى لهم اللحم ذات يوم فلما أرادت المرأة أن تأخذ منه دخل على إثرها وقبل يدها ثم ندم وانصرف ووضع التراب على رأسه وهام على وجهه فلما رجع الثقفي لم يستقبله الأنصاري فسأل امرأته عن حاله فقالت لا أكثر الله في الإخوان مثله ووصفت له الحال والأنصاري يسيح في الجبال تائبا مستغفرا فطلبه الثقفي حتى وجده فأتى به أبا بكر رجاء أن يجد عنده راحة وفرجا فقال الأنصاري هلكت وذكر القصة فقال أبو بكر ويحك أما علمت أن الله تعالى يغار للغازي مالا يغار للمقيم ثم أتيا عمر رضي الله عنه فقال مثل ذلك فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فقال له مثل مقالتهما فأنزل الله تعالى هذه الآية (والذين إذا فعلوا فاحشة) يعني قبيحة خارجة عما أذن الله تعالى فيه وأصل الفحش القبح والخروج عن الحد قال جابر الفاحشة الزنا (أو ظلموا
(٣٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 ... » »»