تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٦٥
سورة آل عمران 157 159 لتجارة أو غيرها (أو كانوا غزي) أي غزاة جمع غاز فقتلوا (لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك) يعني قولهم وظنهم (حسرة في قلوبهم والله يحيى ويميت والله بما تعملون بصير) قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي (يعملون) بالياء وقرأ الآخرون بالتاء 157 (ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم) قرأ نافع وحمزة والكسائي (متم) بكسر الميم وقرأ الآخرون بالضم فمن ضمه فهو من مات يموت كقولك من قال يقول قلت بضم القاف ومن سكره فهو من مات يمات كقوله من خاف يخاف خفت (لمغفرة من الله) في العاقبة (ورحمة خير مما يجمعون) من الغنائم قراءة العامة (تجمعون) بالتاء لقوله (ولئن قتلتم) وقرأ حفص عن عاصم (يجمعون) بالياء يعني خير مما يجمع الناس 158 (ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون) في العاقبة 159 قوله تعالى (فبما رحمة من الله) أي فبرحمة من الله و (ما) صلة كقوله (فبما نقضهم) (لنت لهم) أي سهلت لهم أخلاقك وكثرة احتمالك ولم تسرع إليهم بالغضب فيما كان منهم يوم أحد (ولو كنت فظا) يعني جافيا سئ الخلق قليل الاحتمال (غليظ القلب) قال الكلبي فظا في القول غليظ القلب في الفعل (لانفضوا من حولك) أي نفروا وتفرقوا عنك يقال فضضتهم فانفضوا أي فرقتهم فتفرقوا (فاعف عنهم) تجاوز عنهم ما أتوا يوم أحد (واستغفر لهم) حتى أشفعك فيهم (وشاورهم في الأمر) أي استخرج آراءهم واعلم ما عندهم من قول العرب شرت الدابة وشورتها إذا استخرجت جريها وشرت العسل وأشرته إذا أخذته من موضعه واستخرجته واختلفوا في المعنى الذي لأجله أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالمشاورة مع كمال عقله وجزالة رأيه ونزول الوحي عليه ووجوب طاعته على الخلق فيما أحبوا أو كرهوا فقال بعضهم هو خاص في المعنى أي وشاروهم فيما ليس عندك فيه من الله تعالى عهد وقال الكلبي يعني ناظرهم في لقاء العدو ومكايد الحرب عند الغزو وقا مقاتل وقتادة أمر الله تعالى بمشاورتهم تطييبا لقلوبهم فإن ذلك أعطف لهم عليه وأذهب لأضغانهم فإن سادات العرب كانوا إذا لم يشاروا في الأمر شق ذلك عليهم وقال الحسن قد علم الله عز وجل أنه ما به إلى مشاورتهم حاجة ولكنه أراد أن يستن به من بعده أخبرنا أبو طاهر المطهر بن علي بن عبيد الله الفارسي قال أخبرنا أبو ذر محمد بن إبراهيم بن علي الصالحاني أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»