تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٢٣٠
سورة البقرة 249 أليس قد علمتم أن إله بني إسرائيل لا يقوم له شيء فأخرجوه إلى قرية كذا فبعث الله على أهل تلك القرية فأرا فكانت الفأرة تبيت مع الرجل فيصبح ميتا قد أكلت ما في جوفه فأخرجوه إلى الصحراء فدفنوه في مخرأة لهم فكان كل من تبرز هناك أخذه الباسور والقولنج فتحيروا فقالت لهم امرأة كانت عندهم من سبى بني إسرائيل من أولاد الأنبياء لا تزالون ترون ما تكرهون ما دام هذا التابوت فيكم فأخرجوه عنكم فأتوا بعجلة بإشارة تلك المرأة وحملوا عليها التابوت ثم علقوها على ثورين وضربوا جنوبهما فأقبل الثوران يسيران ووكل الله تعالى بهما أربعة من الملائكة يسوقونها فأقبلا حتى وقفا على أرض بني إسرائيل فكسرا نيريهما وقطعا حبالهما ووضعا التابوت في أرض فيها حصاد بني إسرائيل ورجعا إلى أرضهما فلم يرع بني إسرائيل إلا بالتابوت فكبروا وحمدوا الله فذلك قوله تعالى (تحمله الملائكة) أي تسوقه وقال ابن عباس رضي الله عنهما جاءت الملائكة بالتابوت تحمله بين السماء والأرض وهم ينظرون إليه حتى وضعته عند طالوت وقال الحسن كان التابوت مع الملائكة في السماء فلما ولي طالوت الملك حملته الملائكة ووضعته بينهم وقال قتادة بل كان التابوت في التيه خلفه موسى عبد يوشع بن نون فبقي هناك فحملته الملائكة حتى وضعته في دار طالوت فأقروا بملكه (إن في ذلك لآية) لعبرة (لكم إن كنتم مؤمنين) قال ابن عباس رضي الله عنهما إن التابوت وعصى موسى في بحيرة طبرية وإنهما يخرجان قبل يوم القيامة 249 قوله تعالى (فلما فصل طالوت بالجنود) أي خرج بهم وأصل الفصل القطع يعني قطع مستقره شاخصا إلى غيره فخرج طالوت من بيت المقدس بالجنود وهم يومئذ سبعون ألف مقاتل وقيل ثمانون ألف لم يتخلف عنه إلا كبير لهرمه أو مريض لمرضه أو معذور لعذره وذلك أنهم لما رأوا التابوت لم يشكوا في النصر فتسارعوا إلى الجهاد فقال طالوت لا حاجة لي في كل ما رأى لا يخرج معي رجل يبني بناء لم يفرغ منه ولا صاحب تجارة يشتغل بها ولا رجل عليهه دين ولا رجل تزوج امرأة ولم يبن بها ولا يتبعني إلا الشاب النشيط الفارغ فاجتمع له ثمانون ألف من شرطه وكان في حر شديد فشكوا قلة الماء بينهم وبين عدوهم فقالوا إن المياه قليلة لا تحملنا فادع الله أن يجري لنا نهرا (قال)
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»