سورة البقرة 256 258 257 قوله تعالى (الله ولي الذين آمنوا) ناصرهم ومعينهم وقيل محبهم وقيل متولي أمورهم لا يكلهم إلى غيره وقال الحسن ولي هدايتهم (يخرجهم من الظلمات إلى النور) أي من الكفر إلى الإيمان قال الواقدي كل ما في القرآن من الظلمات والنور فالمراد منه الكفر والإيمان غير التي في سورة الأنعام (وجعل الظلمات والنور) فالمراد منه الليل والنهار سمي الكفر ظلمة لالتباس طريقه وسمي الإسلام نورا لوضوح طريقه (والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت) قال مقاتل يعني كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب وسائر رؤوس الضلالة (يخرجونهم من النور إلى الظلمات) يدعونهم من النور إلى الظلمات والطاغوت يكون مذكرا ومؤنثا وواحدا وجمعا قال تعالى في المذكر والواحد (يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به) وقال في المؤنث (والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها) وقال في الجمع (يخرجونهم من النور إلى الظلمات) فإن قيل كيف يخرجونهم من النور إلى الظلمات وهم كفار لم يكونوا في نور قط قيل هم اليهود وكانوا مؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث لما يجدون في كتبهم من نعمته فلما بعث كفروا به وقيل هو على العموم في حق جميع الكفار قالوا منعهم إياهم من الدخول فيه إخراج كما يقول الرجل لأبيه أخرجتني من مالك ولم يكن فيه كما قال الله تعالى إخبارا عن يوسف عليه السلام (إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله) ولم يكن قط في ملتهم (أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) 258 قوله تعالى (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه) معناه هل انتهى إليك يا محمد خبر الذي حاج إبراهيم أي خاصم وجادل وهو نمرود وهو أول من وضع التاج على رأسه وتجبر في الأرض وادعى الربوبية (أن آتاه الله الملك) أي لأن آتاه الله الملك فطغى أي كانت تلك المحاجة من بطر الملك وطغيانه قال مجاهد ملك الأرض أربعة مؤمنان وكافران فأما المؤمنان فسليمان وذو القرنين وأما الكافران فنمرود وبختنصر واختلفوا في وقت هذه المناظرة قال مقاتل لما كسر إبراهيم الأصنام سجنه نمرود ثم أخرجه ليحرقه بالنار فقال له من ربك الذي تدعونا إليه فقال (ربي الذي يحيي ويميت) وقال آخرون كان هذا بعد إلقائه في النار وذلك أن الناس قحطوا على عهد نمرود وكان
(٢٤١)