تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٢٢٦
سورة البقرة 246 أي إلى الله تعودون فيجزيكم بأعمالكم وقال قتادة الهاء راجعة إلى التراب كناية من غير مذكور أي من التراب خلقهم وإليه يعودون 246 قوله تعالى (ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل) والملأ من القوم وجوههم وأشرافهم وأصل الملأ الجماعة من الناس ولا واحد له من لفظه كالقوم والرهط والإبل والخيل والجيش وجمعه أملاء (من بعد موسى) أي من بعد موت موسى (إذ قالوا لنبي لهم) واختلفوا في ذلك النبي فقال قتادة هو يوشع بن نون بن أفرائيم بن يوسف عليه السلام وقال السدي اسمه شمعون وإنما سمي شمعون لأن أمه دعت الله أن يرزقها غلاما فاستجاب الله دعاءها فولدت غلاما فسمته شمعون تقول سمع الله تعالى دعائي والسين تصير شيئا بالعبرانية وهو شمعون بن صفية بنت علقمة من ولد لاوي بن يعقوب وقال سائر المفسرين هو اشمويل وهو بالعبرانية إسماعيل بن يال بن علقمة وقال مقاتل هو من نسل هارون وقال مجاهد هو أشمويل وهو بالعبرانية إسماعيل بن هلقايا وقال وهب وابن إسحق والكلبي وغيرهم كان سبب مسألتهم إياه ذلك أنه لما مات موسى عليه السلام خلف بعده في بني إسرائيل يوشع بن نون يقيم فيهم التوراة وأمر الله تعالى حتى قبضه الله تعالى ثم خلف فيهم كالب بن يوقنا كذلك حتى قبضه الله تعالى ثم خلف حزقيل حتى قبضه الله ثم عظمت الأحداث في بني إسرائيل ونسوا عهد لله حتى عبدوا الأوثان فبعث الله إليهم إلياس نبيا فدعاهم إلى الله تعالى وكانت الأنبياء من بني إسرائيل من بعد موسى يبعثون إليهم بتجديد ما نسوا من التوراة ثم خلف من بعد إلياس اليسع فكان فيهم ما شاء الله ثم قبضه الله وخلف فيهم الخلوف وعظمت الخطايا فظهر لهم عدو يقال له البلثاثا وهم قوم جالوت كانوا يسكنون ساحل بحر الروم بين مصر وفلسطين وهم العمالقة فظهروا على بني إسرائيل وغلبوا على كثير من أرضهم وسبوا كثيرا من ذراريهم وأسروا من أبناء ملوكهم أربعمائة وأربعين غلاما فضربوا عليهم الجزية وأخذوا توراتهم ولقي بنوا إسرائيل منهم بلاء وشدة ولم يكن لهم من يدبر أمرهم وكان سبط النبوة قد هلكوا فلم يبق منهم إلا امرأة حبلى فحبسوها في بيت رهبة أن تلد جارية فتبدلها بغلام لما ترى من رغبة بني إسرائيل في ولدها وجعلت المرأة تدعوا الله أن يرزقها غلاما فولدت غلاما فسمته أشمويل تقول سمع الله تعالى دعائي فكبر الغلام فأسلمته ليعلم التوراة في بيت المقدس وكفله شيخ من علمائهم وتبناه فلما بلغ الغلام أتاه جبريل وهو نائم إلى جنب الشيخ وكان لا يأتمن عليه
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»