سورة البقرة 244 (وقاتلوا في سبيل الله) أي في طاعة أعداء الله (واعلموا أن الله سميع عليم) قال أكثر أهل التفسير هذا خطاب للذين أحيوا أمروا بالقتال في سبيل الله فخرجوا من ديارهم فرارا من الجهاد فأماتهم الله ثم أحياهم وأمرهم أن يجاهدوا وقيل الخطاب لهذه الأمة أمرهم بالجهاد 245 قوله تعالى (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا) القرض اسم لكل ما يعطيه الانسان ليجازى عليه فسمى الله تعالى عمل المؤمنين له على رجاء ما عد لهم من الثواب قرضا لأنهم يعملونه لطلب ثوابه قال الكسائي القرض ما أسلفت من عمل صالح أو سيئ وأصل القرض في اللغة القطع سمي به القرض لأنه يقطع به من ماله شيئا يعطيه ليرجع إليه مثله وقيل في الآية اختصار مجازه من ذا الذي يقرض عباد الله والمحتاجين من خلقه كقوله تعالى (إن الذين يؤذون الله ورسوله) أي يؤذون عباد الله كما جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إن الله تعالى يقول يوم القيامة يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين قال استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي وقوله عز وجل (يقرض الله) أي ينفق في طاعة الله قرضا حسنا قال الحسين بن علي الواقدي يعني محتسبا طيبة به نفسه قال ابن المبارك من مال حلال وقال لا يمن به ولا يؤذي (فيضاعفه له) قرأ ابن كثير وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب (فيضعفه) وبابه بالتشديد ووافق أبو عمرو في سورة الأحزاب وقرأ الآخرون (فيضاعفه) بالألف مخففا وهما لغتان ودليل التشديد قوله (أضعافا كثيرة) لأن التشديد للتكثير وقرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب بنصب الفاء نسقا على قوله يقرض (أضعافا كثيرة) قال السدي هذا التضعيف لا يعلمه إلا الله عز وجل وقيل سبعمائة ضعف (والله يقبض ويبسط) قرأ أهل البصرة وحمزة (يبسط) هنا وفي الأعراف (بسطة) بالسين كنظائرهما وقرأهما الآخرون بالصاد وقيل يقبض بإمساك الرزق والنفس والتقتير ويبسط بالتوسيع وقيل يقبض بقبول التوبة والصدقة ويبسط بالخلف والثواب وقيل هو الإحياء والإماتة فمن أماته فقد قبضه ومن مد له في عمره فقد بسط له وقيل هذا في القلوب لما أمرهم الله تعالى بالصدقة أخبر أنهم لا يمكنهم ذلك إلا بتوفيقه قال يقبض بعض القلوب فلا ينشط بالخير ويبسط بعضها فيقدم لنفسه خيرا كما جاء في الحديث \ القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها الله كيف يشاء \ الحديث (وإليه ترجعون)
(٢٢٥)