وشريفة جارية زمعة بن الأسود، وقرينة جارية هشام بن ربيعة، وفرتنا جارية هلال ابن أنس، وكانت بيوتهن تسمى في الجاهلية المواخير، لا يدخل عليهن ولا يأتيهن إلا زان من أهل القبلة أو مشرك من أهل الأوثان، فأراد ناس من المسلمين نكاحهن، ليتخذوهن مأكلة، فأنزل الله هذه الآية، ونهى المؤمنين عن ذلك وحرمه عليهم، أخبرنا أبو صالح منصور بن عبد الوهاب البزاز قال: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان قال: أخبرنا ابن الحسن بن عبد الجبار قال: أخبرنا إبراهيم بن عروة بن معتم، عن أبيه، عن الحضرمي، عن القاسم بن محمد، عن عبد الله بن عمر أن امرأة يقال لها أم مهدون كانت تسافح، وكانت تشترط للذي يتزوجها أن تكفيه النفقة، وأن رجلا من المسلمين أراد أن يتزوجها، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية - الزانية لا ينكحها إلا زان -.
* قوله تعالى: (والذين يرمون أزواجهم) الآية. أخبرنا أبو عثمان سعيد ابن محمد بن المؤذن قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الحيري قال: أخبرنا الحسن ابن سفيان قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نزلت - والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء - إلى قوله تعالى - الفاسقون - قال سعد بن عبادة وهو سيد الأنصار: أهكذا أنزلت يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ألا تسمعون يا معشر الأنصار إلى ما يقول سيدكم؟ قالوا: يا رسول الله إنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا بكرا وما طلق امرأة قط فاجترأ رجل منا على أن يتزوجها من شدة غيرته، فقال سعد: والله يا رسول الله إني لأعلم أنها حق وأنها من عند الله، ولكن قد تعجبت أن لو وجدت لكاع قد تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء فوالله إني لا آتي بهم حتى يقضي حاجته، فما لبثوا إلا يسيرا حتى جاء هلال بن أمية من أرضه عشيا فوجد عند أهله رجلا فرأى بعينه وسمع بأذنه فلم يهيجه حتى أصبح وغذا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله