تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ١٥٥
على أشجار (ولا حبة في ظلمات الأرض) إلا عليها مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم، رزق فلان ابن فلان وذلك قوله تعالى في محكم كتابه " * (وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس) *)).
" * (إلا في كتاب مبين وهو الذي يتوفاكم بالليل) *) أي يقبض أرواحكم في منامكم " * (ويعلم ما جرحتم بالنهار) *) وأصله من (جارحة) اليد.
ثم قيل لكل عليك جارح أي عضو من أعضائه عمل ومنه (الزرع الجيد)، ويقال لا ترك الله له جارحا أي عبدا ولا أمة يكسب له " * (ثم يبعثكم) *) أي ينشركم ويوقظكم " * (فيه) *) في النار " * (ليقضي أجل مسمى) *) يعني أجل الحياة إلى الممات حتى ينقضي أثرها ورزقها.
فقرأ أبو طلحة وأبو رجاء " * (لنقضي) *) بالنون المفتوحة أجلا نصب، وفي هذا إقامة الحجة على منكري البعث يعني كما قدرت على هذا فكذلك أقدر على بعثكم بعد الموت.
وقال: مكتوب في التوراة: يا ابن آدم كما تنام كذلك تموت وكما توقظ كذلك تبعث " * (ثم إليه مرجعكم) *) في الآخرة " * (ثم ينبئكم) *) يخبركم ويجازيكم " * (بما كنتم تعملون وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة) *) يعني الملائكة الذين يحفظون أعمال بني آدم وهو جمع حافظ، ونظيره قوله " * (وإن عليكم لحافظين) *) قال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): ومن الناس من يعيش شقيا جاهل القلب، غافل اليقظة، فإذا كان ذا وفاء ورأى حذر الموت واتقى الحفظة، إنما الناس راحل ومقيم الذي راح للمقيم عظة " * (حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا) *) يعني أعوان ملك الموت يقبضونه ثم يدفعونه إلى ملك الموت " * (وهم لا يفرطون) *) لا يعصون ولا يضيعون.
وقرأ عبيد بن عمر: لا يفرطون بالتخفيف معنى لا يجاوزون الحد " * (ثم ردوا إلى الله) *) يعني الملائكة وقيل: يعني العباد " * (مولاهم الحق ألا له الحكم) *) القضاء في خلقه " * (وهو أسرع الحاسبين) *) يعني لا يحتاج إلى روية ولا تقدير " * (قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر) *) إذا ضللتم الطريق وخفتم الهلاك " * (تدعونه تضرعا وخفية) *) وقرأ عاصم: وخفية وهما لغتان. وقرأ الأعمش وخفية من الخوف كالذي في الأعراف " * (لئن أنجانا الله من هذه) *) أي ويقولون لئن أنجيتنا من هذه يعني الظلمات " * (لنكونن من الشاكرين) *) من المؤمنين " * (قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب) *) حزن " * (ثم أنتم تشركون قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم) *) يعني
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»