تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ١٦٦
أخاف ما تشركون به من الأصنام " * (إلا أن يشاء ربي) *) سواء فيكون بما شاء " * (وسع ربي كل شيء علما) *) يعني أحاط علمه بكل شيء " * (أفلا تتذكرون وكيف أخاف ما أشركتم) *) يعني الأصنام وهي لا تبصر ولا تسمع ولا تضر ولا تنفع " * (ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا) *) حجة وبرهانا وهو القاهر القادر على كل شيء ثم قال " * (فأي الفريقين أحق بالأمن) *) أولى بالأمن (أنحن ومن اتبع ديني) * * (إن كنتم تعلمون) *) فقال الله عز وجل قاضيا وحاكما بينهما " * (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم) *) ولم يخلطوا إيمانهم بشرك " * (أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) *).
قال عبد الله بن مسعود: لما نزلت هذه الآية طبق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: إننا لم نظلم نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس هو كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه) * * (يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم) *)). (إنما هو الشرك).
" * (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه) *) يعني خصمهم وغلبهم بالحجة قال هي قوله الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم. قال بعبادة الأوثان " * (نرفع درجات من نشاء) *) بالعلم.
وقرأ أهل الكوفة ويحيى بن يعمر وابن (محيصن): درجات بالتنوين يعني نرفع من نشاء درجات، مثله سورة يوسف " * (إن ربك حكيم عليم) *).
2 (* (ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزى المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين * وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين * ومن ءابائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم * ذالك هدى الله يهدى به من يشآء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون * أولائك الذين ءاتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هاؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين * أولائك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين * وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا مآ أنزل الله على بشر من شىء قل من أنزل الكتاب الذى جآء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا ءاباؤكم قل الله ثم ذرهم فى خوضهم يلعبون) *) 2 " * (ووهبنا له) *) لإبراهيم " * (إسحاق ويعقوب كلا هدينا) *) وفقنا وأرشدنا " * (ونوحا هدينا من قبل) *) إبراهيم وولده " * (ومن ذريته) *) يعني ومن داود ونوح لأن داود لم يكن من ذرية إبراهيم وهو داود بن أيشا " * (داود وسليمان) *) يعني ابنه " * (وأيوب) *) وهو أيوب بن (أموص بن رانزخ بن) روح ابن عيصا بن إسحاق بن إبراهيم " * (ويوسف) *) وهو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الذي قال رسول
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»