تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ١٥٩
هنالك لا أرجو حياة تسرني سمير الليالي مبسلا بالجرائر وقوله تعالى " * (ليس لها) *) أي لتلك الأنفس " * (من دون الله ولي) *) حميم وصديق " * (ولا شفيع) *) يشفع لهم في الآخرة " * (وإن تعدل كل عدل) *) تفد كل فداء، " * (لا يؤخذ منها) *).
قال أبو عبيدة: وإن يقسطه كل قسط لا يقبل منها لأن التوبة في الحياة " * (أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون قل أندعوا من دون الله) *) نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر حين دعا أباه إلى الكفر فأنزل الله تعالى قل أندعوا من دون الله " * (ما لا ينفعنا) *) إن عبدناه " * (ولا يضرنا) *) إن تركناه " * (ونرد على أعقابنا) *) إلى الشرك " * (بعد إذ هدانا الله) *).
وتقول العرب لكل راجع خائب لم يظفر بحاجته: رد على عقبيه ونكص على عقبيه فيكون مثله " * (كالذي استهوته الشياطين) *) أي أضلته.
وقال ابن عباس (رضي الله عنه): كالذي استغوته الغيلان في المهامة وأضلوه وهو حائر بائر " * (في الأرض حيران) *) وحيران نصب على الحال.
وقرأ الأعمش، وحمزة: كالذي إستهوا به، بالباء. وقرأ طلحة: إستهواه بالألف.
وقرأ الحسن: إستهوته الشياطون وفي مصحف عبد الله وأبي إستهواه الشيطان على الواحد " * (له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا) *) يعني أتوا به، وقيل: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم " * (قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم) *) أي لأن نسلم " * (لرب العالمين وأن أقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي إليه تحشرون) *) إلى قوله " * (ينفخ في الصور) *).
قال أبو عبيدة: هو جمع صورة مثل سورة وسور.
قال العجاج:
ورب ذي سرادق محجور سرت إليه في أعالي السور وقال آخرون: هو فرن ينفخ فيه بلغة أهل اليمن.
وأنشد العجاج:
نطحناهم غداة الجمعين بالضابحات في غبار النقعين نطحا شديدا لا كنطح الصورين
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»