تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ١٥٨
وفرحا " * (وغرتهم الحياة الدنيا) *) وذلك أن الله تعالى جعل لكل قوم عيدا يعظمونه ويصلون فيه فكان قوم اتخذوا عيدهم لهوا ولعبا إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم فإنهم اتخذوا عيدهم صلاة لله.
وذكرا مثل الجمعة والفطر والنحر " * (وذكر به) *) وعظ بالقرآن " * (أن تبسل نفس بما كسبت) *) يعني أن لا تبسل كقوله تعالى بين الله لكم أن تضلوا. ومعنى الآية ذكرهم ليؤمنوا فلا تبسل نفس بما كسبت.
قال ابن عباس: تهلك، قتادة: تحيس.
الحسن، ومجاهد، وعكرمة، والسدي: تسلم للهلكة. علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس: تفضح.
الضحاك: تفضح وتحرق. المؤرخ، وابن زيد: تؤخذ.
قال الشاعر:
وإبسالي بني بغير جرم بعونها ولا بدم مراق العوف بن الأحوض: وكان رهن بيته وحمل عن غنى لبني قشير دم السحقية. فقالوا: لا نرضى بك، فدفعهم رهنا، وقوله بعونا أي جنينا، والبعو الجناية.
وقال الأخفش: تبسل أي تجزى. وقال الفراء: ترتهن.
وأنشد النابغة الجعدي:
ونحن رهنا بالأفاقة عامرا بما كان في الدرداء رهنا فأبسلا وقال عطية العوفي: يسلم في خزية جهنم.
وقال أهل اللغة: أصل الإبسال التحريم، يقال: أبسلت الشيء إذا حرمته، والبسل الحرام.
قال الشاعر:
بكرت تلومك بعد وهن في الندى بسل عليك ملامتي وعتابي فقال: أنشدنا بسل أي شجاع لا يقدر موته كأنه قد حرم نفسه ثم جعل ذلك نعتا لكل شديد. يترك، ويبقى. ويقال: شراب بسل أي متروك.
قال الشنفرى
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»