تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ١٥٤
فروى عبد الله بن عمر إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مفاتح الغيب خمس....... إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير).
وقال السدي: مفاتح الغيب خزائن الغيب. مقاتل، والضحاك: يعني خزائن الأرض. وعلم نزول العذاب متى ينزل بكم.
عطاء: يعني ما غاب عنكم من الثواب والعقاب وما يصير إليه أمري وأمركم، وقيل: هي الآجال ووقت انقضائها، وقيل: أحوال العباد من السعادة والشقاوة، وقيل: عواقب الأعمار وخواتيم الأعمال، وقيل: هي ما لم يكن بعد إنه يكون أم لا يكون وما يكون كيف يكون وما لا يكون أن لو كان كيف يكون.
وقال ابن مسعود: أوتي نبيكم علم كل شيء إلا مفاتيح الغيب " * (ويعلم ما في البر والبحر) *).
قال مجاهد: البر القفار والبحر كل قرية فيها ماء " * (وما تسقط من ورقة إلا يعلمها) *) قال ابن عباس: ما شجرة في بر ولا بحر إلا وبها ملك وكل يعلم من يأكل وما يسقط من ورقها وقل منكم عندما بقي من الورق على الشجر وما سقط منها.
وسمعت أبا القاسم بن حبيب يقول: سمعت أبا بكر بن عبدوس يقول: معناه يعلم كما تقلبت ظهرا لبطن إلى أن سقطت على الأرض " * (ولا حبة في ظلمات الأرض) *) أي في بطون الأرض، وقيل: تحت الصخرة في أسفل الأرضين " * (ولا رطب ولا يابس) *) قال ابن عباس: الرطب الماء، واليابس البادية. وقال عطاء: يريد ما ينبت وما لا ينبت.
وقال الحسن: يكتبه الله رطبا ويكتبه يابسا لتعلم يا بن آدم إن عملك أولى بها (من إصلاح) تلك الجنة.
وقال: الرطب لسان المؤمن رطب بذكر الله، واليابس لسان الكافر لا يتحرك بذكر الله. وبما يرضي الله عز وجل. وقيل: هي الأشجار والنبات.
وروى الأعمش عن أبي زياد عن عبد الله بن الحرث، فقال: ما في الأرض من شجرة ولا كمغرز إبرة إلا عليهاملك وكل يأتي الله بعلمها ويبسها إذا يبست ورطوبتها إذا رطبت.
محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم (ما من زرع على الأرض ولا ثمار
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»