أولى ببعض في كتاب الله) *) فنسخت هذا وصار الميراث لذوي الارحام المؤمنين ولا يتوارث أهل ملتين.
" * (والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء) *) يعني الميراث " * (حتى يهاجروا) *) وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة والكسائي بكسر الواو، والباقون بالفتح وهما واحد، وقال الكسائي: الولاية بالنصب: الفتح، والولاية بالكسر: الإمارة.
" * (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر) *) لأنهم مسلمون " * (إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق) *) عهد " * (والله بما تعملون بصير والذين كفروا بعضهم أولياء بعض) *) في العون والنصرة.
قال ابن عباس: نزلت في مواريث مشركي أهل العهد وقال السدي: قالوا نورث ذوي أرحامنا من المشركين فنزلت هذه الآية، وقال ابن زيد: كان المهاجر والمؤمن الذي لم يهاجر لا يتوارثان. وإن كانا أخوين مؤمنين، وذلك لأن هذا الدين بهذا البلد كان قليلا، حتى كان يوم الفتح وانقطعت الهجرة توارثوا بالأرحام حيثما كانوا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا هجرة بعد الفتح إنما هي الشهادة).
وقال قتادة: كان الرجل ينزل بين المسلمين والمشركين فيقول إن ظهر هؤلاء كنت معهم، وإن ظهر هؤلاء كنت معهم فأبى، الله عليهم ذلك، وأنزل فيه " * (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض) *) فلا تراءى نار مسلم و) نار (مشرك إلا صاحب جزية مقرا بالخراج.
" * (إلا تفعلوه) *) قال عبد الرحمن بن زيد: إلا تتركهم يتوارثون كما كانوا يتوارثون، وقال ابن عباس: إلا تأخذوه في الميراث ما أمرتكم به، وقال ابن جريج: إلا تعاونوا وتناصروا، وقال ابن إسحاق: جعل الله سبحانه المهاجرين والأنصار أهل ولايته في الدين دون سواهم، وجعل الكافرين بعضهم أولياء بعض، ثم قال: إلا تفعلوه، هو أن يتولى المؤمن الكافر دون المؤمن.
" * (تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) *) إلى قوله تعالى " * (أولئك هم المؤمنون حقا) *) قال ابن كيسان حققوا ايمانهم بالهجرة والجهاد وبذل المال في دين الله " * (لهم مغفرة ورزق كريم) *) * * (والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم و أولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) *) الذي عنده وهو اللوح المحفوظ، وقيل: كتاب الله في قسمته التي قسمها وبينها في القرآن في سورة النساء.
" * (إن الله بكل شيء عليم) *)، وقال قتادة: كان الاعرابي لا يرث المهاجر فأنزل الله هذه الآية، وقال ابن الزبير: كان الرجل يعاقد الرجل ويقول: ترثني وأرثك فنزلت هذه الآية.