تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ١٦٠
يدل على هذا الخبر المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم كيف أنعم صاحب القرن قد أكتم القرن (وحنى حنينه) وأصغى سمعه فنظر متى يؤمر فنفخ، ثم قال " * (عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير) *)) .
* (وإذ قال إبراهيم لابيه ءازر أتتخذ أصناما ءالهة إنىأراك وقومك فى ضلال مبين * وكذلك نرىإبراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين * فلما جن عليه اليل رأى كوكبا قال هاذا ربى فلمآ أفل قال لاأحب الافلين * فلمآ رأى القمر بازغا قال هاذا ربى فلمآ أفل قال لئن لم يهدنى ربى لاكونن من القوم الضآلين * فلما رأى الشمس بازغة قال هاذا ربى هاذآ أكبر فلمآ أفلت قال ياقوم إنى برىء مما تشركون * إنى وجهت وجهى للذى فطر السماوات والارض حنيفا ومآ أنا من المشركين * وحآجه قومه قال أتحاجونى فى الله وقد هدانى ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشآء ربى شيئا وسع ربى كل شىء علما أفلا تتذكرون * وكيف أخاف مآ أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأى الفريقين أحق بالامن إن كنتم تعلمون * الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولائك لهم الامن وهم مهتدون * وتلك حجتنآ ءاتيناهآ إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشآء إن ربك حكيم عليم) *) 2 " * (وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر) *).
قال محمد بن إسحاق والضحاك والكلبي: وآزر أبو إبراهيم وهو تارخ مثل إسرائيل ويعقوب وكان من أهل كوثى قرية من سواد الكوفة.
وقال مقاتل بن حيان: لأب إبراهيم.
وقال سليمان (التيمي): هو سب وعيب. ومعناه في كلامهم المعوج وقيل: معناه الشيخ (الهنم) بالفارسية وهو على هذه الأقاويل في محل الخفض على البدل أو الصفحة ولكنه نصب لأنه لا ينصرف.
وقال سعيد بن المسيب، ومجاهد، ويمان: آزر اسم صنم وهو على هذا التأويل في محل نصب.
وفي الكلام تقديم وتأخير تقديره أتتخذ آزر أصناما ألهة.
وقرأ الحسن وأبو يزيد المدني ويعقوب الحضرمي: آزر بالرفع على النداء بالمفرد يعني يا آزر " * (أتتخذ أصناما ألهة) *) من دون الله إلى قوله " * (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض) *) يعني كما أريناه البصيرة في دينه والحق في خلاف قومه نريه ملكوت السماوات
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»