تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ١٥٦
الصيحة والحجارة والريح والطوفان كما فعل بعاد وثمود وقوم شعيب وقوم لوط وقوم نوح " * (أو من تحت أرجلكم) *) يعني الخسف كما فعل بقارون.
وقال مجاهد: عذابا من فوقكم السلاطين، الذين من تحت أرجلكم العبيد السوء.
الضحاك: عذابا من فوقكم من قبل كباركم أو من تحت أرجلكم من أسفل منكم " * (أو يلبسكم شيعا) *) أو يخلقكم ويفرق ويبث فيكم الأهواء المختلفة " * (ويذيق بعضكم بأس بعض) *) يعني السيوف المختلفة بقتل بعضكم بعضا كما فعل ببني إسرائيل، فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا جبرئيل ما بقاء أمتي على ذلك؟ فقال له جبرائيل: إنما أنا عبد مثلك) فسل ربك؟ فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوضأ وصلى وسأل ربه فأعطى آيتين ومنع واحدة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سألته أن يبعد على أمتي عذابا من فوقهم ومن تحت أرجلهم فأعطاني ذلك، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعني، وأخبرني جبرئيل (عليه السلام) أن فناء أمتي بالسيف).
وقال الزهري: راقب خباب بن الإرث رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة يصلي فلما فرغ، قال: وقت الصباح لقد رأيتك تصلي صلاة ما رأيتك صليت مثلها، قال: أجل إنها صلاة رغبة ورهبة سألت ربي فيها ثلاثا وأعطاني اثنتين، وزوى عني واحدة، سألته أن لا يسلط على أمتي عدوا من غيرهم فأعطاني، وسألته أن لا يرسل عليهم سنة فتهلكهم فأعطاني، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فزواها عني).
" * (أنظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون وكذب) *) قرأ إبراهيم بن عبلة وكذبت بالتاء " * (به) *) أي بالقرآن وقيل: بالعذاب " * (قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل) *) أي حفيظ ورقيب وقيل: مسلط * (إنما أنا رسول) * * (لكل نبأ مستقر) *) موضع قوله وحقيقة ومنتهى ينتهي إليه فيتبين صدقه من كذبه وحقه من باطله.
قال مقاتل: لكل خبر يخبره الله تعالى وقت ومكان يقع فيه من غير خلف ولا تأخير.
قال الكلبي: لكل قول أو فعل حقيقة ما كان منه في الدنيا فستعرفونه. وما كان منه في الآخرة فسوف يبدو لهم " * (وسوف تعلمون) *) ذلك.
وقال الحسن: لكل عمل جزاء فمن عمل عملا من الخير جوزي به الجنة، ومن عمل عمل سوء جوزي به النار، وسوف تعلمون يا أهل مكة.
وقال السدي: لكل نبأ مستقر أي ميعاد وحد تكتموه، فسيأتيكم حتى تعرفوه
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»