تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٩٣
آخره لعلهم يرجعون * (72) * ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم * (73) * يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم * (74) *، ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأمين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون * (75) * بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين * (76) * إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم * (77) * وإن منهم لفريقا يلون ألسنتهم بالكتب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون * (78) * ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون * (79)
____________________
ليس لكم به علم) ولا ذكر في كتابيكم من دين إبراهيم (والله يعلم) ذلك (وأنتم لا تعلمون ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا) مائلا عن الأديان الباطلة (مسلما) مخلصا لله (وما كان من المشركين) فيه تعريض بشركهم. (إن أولى الناس بإبراهيم) أخصهم به وأقربهم منه (للذين اتبعوه) سابقا (وهذا النبي (1) والذين آمنوا) معه لموافقتهم له في أكثر شريعته أصالة (والله ولي (2) المؤمنين) ناصرهم (ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم) قيل هم اليهود دعوا حذيفة وعمار ومعاذ إلى اليهودية ولو بمعنى أن (وما يضلون إلا أنفسهم) لا يلحق وبال ضلالهم إلا بهم إذ يضاعف به عذابهم (وما يشعرون) بذلك (يا أهل الكتاب لم (3) تكفرون بآيات الله) في كتبكم الناطقة بنبوة محمد (وأنتم تشهدون) بصدقها (يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل) تخلطونه بالتحريف (وتكتمون الحق) من نبوة محمد (وأنتم تعلمون وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا) أظهروا الإيمان بالقرآن (وجه النهار) أوله (وأكفروا) به (آخره لعلهم يرجعون) في دينهم لذلك ويرجعون عنه (ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم) أي لا تصدقوا إلا لأهل دينكم أو لا تظهروا إيمانكم وجه النهار إلا لمن كان على دينكم فإنهم أرجى رجوعا (قل إن الهدى هدى (5) الله) يوفق من يشاء للإسلام ويثبته عليه (أن (6) يؤتي (7) أحد مثل ما أوتيتم) يتعلق بلا تؤمنوا أي لا تظهروا إيمانكم بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا لأهل دينكم ولا تفشوه للمسلمين لئلا يزيدهم ثباتا ولا للمشركين لئلا يدعوهم إلى الإسلام أو بمحذوف أي قلتم ذلك ودبرتموه لأن يؤتى يعني دعاكم الحسد إلى ذلك ويؤيده قراءته أن يؤتى على الاستفهام للتوبيخ أي لأن يؤتى دبرتم كذا وقوله (إن الهدى هدى الله) اعتراض حتى (أو يحاجوكم) به (عند ربكم) فيقطعوكم والواو لأحد لأنه في معنى الجمع (قل إن الفضل بيد الله يؤتيه (8) من يشاء والله واسع عليم يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم) فلا هداية ولا توفيق إلا من لطفه (ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده (9) إليك) كعبد الله بن سلام استودعه قرشي ألفا ومائتي أوقية ذهبا فأداه إليه (ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده (9) إليك) كفنحاص بن عازورا استودعه قرشي دينارا فجحده (إلا ما دمت عليه قائما) تطالبه بالعنف (ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين) في مال من ليس من أهل الكتاب (سبيل) عقاب وذم (ويقولون على الله الكذب) بما ادعوا (وهم يعلمون) كذبهم (بلى (10)) عليهم فيهم سبيل (من أوفى بعده واتقى فإن الله يحب المتقين) استئناف مقرر لما نابته بلى، والضمير في بعده لله أو لمن وعموم المتقين باب العائد من

(1) وهذا النبي بالهمزة المضمومة بعد الياء.
(2) المؤمنين.
(3) لمه.
(4) ولا تؤمنوا.
(5) إن الهدى هدى بكسر الدال.
(6): ءأن بهمزتين.
(7) يوتى.
(8) يؤتيه.
(9) يوده.
(10) بلى: بكسر اللام بعدها ياء.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»