تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٩٩
عند الله العزيز الحكيم * (126) * ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين * (127) * ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون * (128) * ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم * (129) * يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعفا مضعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون * (130) * واتقوا النار التي أعدت للكافرين * (131) * وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون * (132) *، وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين * (133) * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين * (134) * والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون * (135) * أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنت تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العملين * (136) * قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عقبة المكذبين * (137) * هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين * (138) * ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون
____________________
ملائكة وكانت عليهم العمائم البيض المرسلة (وما جعله الله) أي إمدادكم بالملائكة (إلا بشرى (1)) بشارة (لكم) بالنصر (ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز) الذي لا يغالب (الحكيم) في النصر والخذلان بحسب المصلحة لا من العدد والعدة ولا من الملائكة وإنما أمدهم ووعدهم بذلك بشارة وتقوية لقلوبهم (ليقطع طرفا من الذين كفروا) متعلق بنصركم أو وما النصر أي ليهلك طائفة منهم بالقتل والأسر وهو ما كان يوم بدر من قتل سبعين وأسر سبعين من رؤسائهم (أو يكبتهم) يخزيهم (فينقلبوا خائبين) ينهزموا منقطعي الأمل (ليس لك من الأمر شئ) مفترضة (أو يتوب عليهم (2)) إن أسلموا (أو يعذبهم) إن أصروا أي إن الله مالك أمرهم فأما أن يهلكهم أو يهزمهم أو يتوب أو يعذب ليس لك من أمرهم شئ إنما أنت عبد مأمور منذر وقرئ إن يتب عليهم أو يعذبهم وأن تتوب عليهم أو تعذبهم بتاء الخطاب فيهما (فإنهم ظالمون) مستحقون للعذاب بظلمهم (ولله ما في السماوات وما في الأرض) فله الأمر كله (يغفر لمن يشاء) من مذنبي المؤمنين (ويعذب من يشاء) ممن لم يتب (والله غفور رحيم) للمؤمنين (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا (3) أضعافا مضاعفة (4)) لا تأخذوا زيادة مكررة ولعل التقييد بحسب ما وقع إذ كان الرجل يربي إلى أجل ثم يزيد فيه زيادة أخرى وهكذا وقرئ مضعفة (واتقوا الله) في مناهيه (لعلكم تفلحون) راجين الفلاح (واتقوا النار التي أعدت للكافرين وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون) ترغيب بالوعد بعد الترهيب بالوعيد (وسارعوا (5) إلى مغفرة من ربكم) أي إلى ما يوجبها وهو أداء الفرائض أو الطاعة أو التوبة (وجنة عرضها السماوات والأرض) إذا وضعتا مبسوطتين وقيل عرضها كعرضهما، وذكر العرض مبالغة في وصفها بالسعة لأنه دون الطول قيل: كسبع سماوات وسبع أرضين لو تواصلت (أعدت) هيئت (للمتقين) فهي مخلوقة اليوم كما تواتر في الأخبار (الذين ينفقون في السراء والضراء) حال اليسر والعسر أو كل الأحوال إذ لا تخلوا من مسرة ومضرة (والكاظمين الغيظ) الكافين عن إمضائه مع القدرة عليه (والعافين عن الناس) إذا جنوا عليهم (والله يحب المحسنين) العهد إشارة إلا هؤلاء أو الجنس ويدخلون فيه (والذين إذا فعلوا فاحشة) سيئة بالغة في القبح بتعدي أثرها (أو ظلموا أنفسهم) بارتكاب ذنب لا يتعدى (ذكروا الله) تذكروا وعيده وعظمته (فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله) استفهام معناه النفي معترض لبيان سعة رحمته ومغفرته وحث على التوبة وتقوية للرجاء (ولم يصروا على ما فعلوا) لم يقيموا على الذنب (وهم يعلمون) أي لم يصروا على القبيح عالمين به (أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار

(1) بشرى بكسر الراء بعدها ياء.
(2) عليهم. بضم الهاء.
(3) الربى. بكسر الباء بعدها ياء.
(4) مضعفة. بتشديد العين المفتوحة (5) (سارعوا) بحذف الواو.
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»