تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٧٢
آياته للناس لعلهم يتذكرون * (221) * ويسئلونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين * (222) * نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين * (223) * ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم * (224) * لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم * (225) * للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم * (226) * وإن عزموا الطلق فإن الله سميع عليم * (227) * والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم * (228) * الطلق مرتان فإمساك) * بمعروف أو تسريح) * بأحسن ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما
____________________
ما تيسر بذله قيل نسخ بآية الزكاة وقيل هو الوسط بين الإسراف والإقتار أو ما فضل عن قوت السنة أو طيب المال (كذلك) التبيين لأمر النفقة والخمر والميسر أي (يبين الله لكم الآيات) الحجج في الأحكام تبيينا مثل ذلك التبيين (لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة) فتؤثرون إبقائهما وأكثرهما نفعا (ويسألونك عن اليتامى) لما نزل قوله تعالى إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما اجتنبوا مخالطتهم فشق ذلك عليهم فنزلت (قل إصلاح لهم) أي مداخلتهم لإصلاحهم (خير) من مجانبتهم (وإن تخالطوهم) وتعاشروهم (فإخوانكم) في الدين ومن حق الأخ أن يخالط (والله يعلم المفسد من المصلح) لا يخفى عليه من داخلهم بإفساد وإصلاح فيجازيه بفعله (ولو شاء الله لأعنتكم) لحملكم على العنت وهو المشقة ولم يطق لكم مداخلتهم (إن الله عزيز) غالب قادر على ما يشاء (حكيم) يفعل ما توجبه الحكمة (ولا تنكحوا المشركات) لا تتزوجوهن (حتى يؤمن (1) ولأمة) مملوكة (مؤمنة (2) خير من) حرة (مشركة ولو أعجبتكم) لمالها أو جمالها ولو بمعنى إن (ولا تنكحوا المشركين) لا تزوجوهم المؤمنات (حتى يؤمنوا (3) ولعبد) مملوك (مؤمن (4) خير من) حر (مشرك ولو أعجبكم) ماله أو جماله (أولئك) أي المشركون (يدعون إلى النار) أي الكفر المؤدي إلى دخولها فحقهم أن لا يواصلوا (والله يدعو إلى الجنة والمغفرة) إلى ما يوجبهما (بإذنه) بأمره وتوفيقه (ويبين آياته) حججه أو أوامره ونواهيه (للناس لعلهم يتذكرون) لكي يعلموا ويتذكروا (ويسألونك عن المحيض) مصدر كالمبيت قيل كانوا في الجاهلية لم يؤاكلوا الحائض ولا يساكنوها كفعل اليهود فسئل (صلى الله عليه وآله وسلم) عن ذلك فنزلت (قل هو أذى (5)) أن الحيض قذر مؤذ (فاعتزلوا النساء في المحيض) فاجتنبوا مجامعتهن (ولا تقربوهن) بالجماع (حتى يطهرن (6)) بالتشديد أي يتطهرن والتخفيف أي ينقين وجمع بينهما بحمل تطهر على معنى طهر كتبين بمعنى بان وكذا (فإذا تطهرن) أي طهرن أو غسلن الفرج (فأتوهن (7) من حيث أمركم الله) اطلبوا الولد من القبل الذي حلله لكم أو من قبل الطهر لا الحيض أو من قبل النكاح لا الفجور (إن الله يحب التوابين) من الذنوب أو الكبائر (ويحب المتطهرين) بالماء أو من الصغائر ويدل على الأول ما روي أنهم كانوا يستنجون بالكرسف والأحجار فلانت بطن رجل من الأنصار فاستنجى بالماء فنزلت (نساؤكم حرث) محل حرث (لكم) قيل نزلت ردا على اليهود قالوا إذا أتى الرجل المرأة من خلفها في قبلها خرج الولد أحول (فأتوا (8) حرثكم) نساءكم (أنى (9)) من أين (شئتم (10)) وروي متى شئتم في الفرج (وقدموا لأنفسكم) بالطاعة فيما أمرتم به وقيل التسمية على الوطء وقيل طلب الولد (واتقوا الله) بترك معاصيه (واعلموا أنكم ملاقوه) أي ملاقوا ثوابه وجزاءه

(1) - يؤمن.
(2) - مومنه.
(3) يؤمنوا.
(4) مؤمن.
(5) أذى: بكسر الذال.
(6) - يطهرن: بتشديد الطاء والهاء بالفتح (7) فاتوهن.
(8) فاتوا.
(9) أنى: بتشديد النون بالكسر.
(10) شيتم.
(٧٢)
مفاتيح البحث: الحيض، الإستحاضة (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»