تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٤٨
وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين * (60) * وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * (61) * إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صلحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون * (62) * وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون * (63) * ثم توليتم من بعد ذلك فلو لا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين * (64) * ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا
____________________
أسباب الموت (ثم بعثناكم من بعد موتكم) بسبب الصاعقة (لعلكم تشكرون) نعمة البعث وفيه حجة على صحة البعث والرجعة (وظللنا عليكم الغمام) لما كنتم في التيه ليقيكم حر الشمس (وأنزلنا عليكم المن) الترنجبين ينزل عليكم بالليل فتأكلونه (والسلوى (1)) السماني تجئ بالعشاء مشويا فيقع على موائدهم فإذا أكلوا وشبعوا طار عنهم (كلوا من طيبات ما رزقناكم) قول الله تعالى (وما ظلمونا) لما غيروا وبدلوا ما أمروا به (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) إياها يضرون بالكفران (وإذ قلنا) حين خرجوا من التيه (ادخلوا هذه القرية) هي أريحا من بلاد الشام (فكلوا منها حيث شئتم (2) رغدا) واسعا (وادخلوا الباب) باب القرية أو بيت المقدس أو القبة التي كانوا يصلون إليها (سجدا) لله شكرا أو منحنين (وقولوا حطة) سجودنا لله حطة لذنوبنا أو ثقلنا أو أمرك حطة (نغفر (3) لكم خطاياكم) السالفة (وسنزيد المحسنين) من يقارف الذنوب منكم ثوابا بالامتثال كما جعلناه توبة للمسئ (فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل (4) لهم) دخلوا بأستاههم وقالوا ما معناه حنطة حمراء نتقوتها أحب إلينا من هذا الفعل والقول (فأنزلنا على الذين ظلموا) كرر تأكيدا في تقبيح أمرهم وإيذانا بأن عذابهم بظلمهم (رجزا) عذابا (من السماء) بأن مات منهم في بعض يوم مائة وعشرون ألفا (بما كانوا يفسقون) يخرجون عن طاعة الله (وإذ استسقى موسى (5) لقومه) لما عطشوا في التيه (فقلنا اضرب بعصاك) التي دفعها إليه شعيب من آس الجنة أهبط مع آدم طولها عشرة أذرع على طول موسى ولها شعبتان تتقدان في الظلمة (الحجر) المعهود روي أنه حجر طورى مربع ينبع من كل وجهه ثلاثة أعين لكل سبط عين يسيل في جدول وكانوا ستمائة ألف سعتهم اثنا عشر ميلا فضربه بها (فانفجرت منه اثنتي عشرة عينا قد علم كل أناس) كل قبيلة (مشربهم) ولا يزاحم الآخرين في مشربهم (كلوا واشربوا من رزق الله) من المن والسلوى والماء (ولا تعثوا) تعتدوا (في الأرض مفسدين) وقيد به لأنه منه ما ليس بفساد كمقابلة المعتدي من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه (وإذ قلتم يا موسى (6) لن نصبر على طعام واحد) هو المن والسلوى أريد بالواحد أنه لا يتبدل وإن تعددا وضرب واحد لأنهما طعام المتلذذين وهم فلاحة نزعوا إلى ما ألفوه (فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها) أطائب الخضر التي تؤكل (وقثائها وفومها) الحنطة أو الخبز أو الثوم (وعدسها وبصلها قال) الله أو موسى (أتستبدلون الذي هو أدنى (7) بالذي هو خير) تستدعون الأدون ليكون لكم بدلا من الأفضل (اهبطوا مصرا) من الأمصار (فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم (8) الذلة والمسكنة) الجزية والفقر فاليهود أذلاء مساكين إما على الحقيقة أو التكلف خوف تضاعف الجزية (وباؤا بغضب من الله) رجعوا وعليهم الغضب واللعنة (ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله) حججه من إفلاق البحر وإظلال الغمام وإنزال المن والسلوى

(1) - والسلوى: بكسر الواو.
(2) - شبتم.
(3) - يغفر. تغفر: بضم الياء والتاء وفتح الفاء.
(4) - قيل: بضم القاف.
(5) موسى: بكسر السين.
(6) يا موسى: بكسر السين.
(7) - أدنى: بكسر النون.
(8) عليهم: بكسر الهاء وضمها.
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»