تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٥٠٥
بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم * (19) * اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور * (20) * سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم * (21) * ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير * (22) * لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور * (23) * الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغنى الحميد * (24) * لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوى عزيز * (25) * ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتب فمنهم مهتد وكثير
____________________
بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم) الملازمون لها (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة) وتزين (وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد) تزهيد في الدنيا وبيان حقارة أمورها وسرعة زوالها (كمثل غيث أعجب الكفار) الحراث أو الكفرة بالله المعجبون بالدنيا (نباته) الذي نشأ واستوى عنه (ثم يهيج) ييبس (فتراه مصفرا ثم يكون حطاما) فتاتا (وفي الآخرة عذاب شديد) لمن اشتغل عنها بالدنيا ونكر تعظيما وكذا (ومغفرة من الله ورضوان) إن لم يشتغل بالدنيا (وما الحياة الدنيا) ما التمتع بأعراضها (إلا متاع الغرور سابقوا إلى مغفرة من ربكم) إلى ما يوجبها (وجنة عرضها كعرض السماء والأرض) لو تواصلتا وذكر العرض مبالغة في وضعها بالسعة لأنه دون الطول (أعدت للذين آمنوا بالله ورسله) وهي الآن مخلوقة (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) فيتفضل بأعظم من ذلك (ما أصاب من مصيبة في الأرض) كجدب ووباء (ولا في أنفسكم) كمرض وأذى (إلا في كتاب) إلا مثبت في اللوح أو في علمه تعالى (من قبل أن نبرأها) نخلقها أي المصيبة أو الأرض أو الأنفس (إن ذلك) الإثبات (على الله يسير لكيلا تأسوا) لئلا تحزنوا (على ما فاتكم) من حظوظ الدنيا حزنا يبلغ الجزع (ولا تفرحوا بما آتاكم) أعطاكم الله منها فرح بطر واختيال (والله لا يحب كل مختال) متكبر على الناس بما أوتي (فخور) عليهم به (الذين يبخلون) بالحقوق الواجبة (ويأمرون الناس بالبخل (2) ومن يتول) عما يجب عليه (فإن الله هو الغني) عن خلقه (الحميد) في ذاته (لقد أرسلنا رسلنا) الملائكة إلى الأنبياء أو الأنبياء إلى أممهم (بالبينات) بالحجج الواضحة (وأنزلنا معهم الكتاب) أي جنسه أي الكتب لتقرير الشرائع (والميزان) آلة الوزن أو صفتها أو العدل أي أمرنا به (ليقوم الناس بالقسط) ليلزموا العدل فيما بينهم (وأنزلنا الحديد) أي أنشأناه (فيه بأس شديد) يحارب به (ومنافع للناس) لاحتياج كل صنعة إليه (وليعلم الله) علم ظهور عطف على محذوف دل عليه فيه بأس لتضمنه تعليلا أو التقدير وأنزله ليعلم (من ينصره ورسله) بآلات الحرب وغيرها (بالغيب) حال من هاء ينصره أي غائبا عن أبصارهم (إن الله قوي عزيز) لا يحتاج إلى نصركم (ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب) الكتب المنزلة (فمنهم) من الذرية أو المرسل إليهم (مهتد وكثير...

(1) أتيكم: بالبخل: بفتح الباء الثانية والخاء.
(٥٠٥)
مفاتيح البحث: الغنى (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 500 501 502 503 504 505 506 507 508 509 510 ... » »»