تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٥٠٣
هو الأول والاخر والظهر والباطن وهو بكل شئ عليم * (3) * هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير * (4) * له ملك السماوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور * (5) * يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور * (6) * آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير * (7) * وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين * (8) * هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم لرؤف رحيم * (9) * وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير * (10) * من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضعفه له وله أجر كريم * (11) * يوم ترى المؤمنين والمؤمنات
____________________
(هو الأول) السابق لكل الموجودات بلا ابتداء (والآخر) الباقي بعد فنائها بلا انتهاء (والظاهر) بكثرة الدلائل على وجوده أو الغالب على كل شئ (والباطن) من إدراك العقول حقيقة ذاته أو العالم بباطن كل شئ (وهو بكل شئ عليم هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام) في قدرها (ثم استوى على العرش) بالتدبير (يعلم ما يلج في الأرض) كالموتى (وما يخرج منها) كالنبات (وما ينزل من السماء) كالوحي (وما يعرج فيها) كالعمل (وهو معكم) بالعلم (أين ما كنتم والله بما تعملون بصير) فيجازيكم به (له ملك السماوات والأرض وإلى الله ترجع (1) الأمور يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل) يدخل كلا منهما في الآخر (وهو عليم بذات الصدور) بسرائرها (آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا) في سبيله (مما جعلكم مستخلفين فيه) من المال الذي استخلفكم في التصرف فيه (فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير) على إيمانهم وإنفاقهم (وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم) حال من واو تؤمنون (وقد أخذ (2)) أي الله وقرئ ببناء المفعول (ميثاقكم (3)) بالإيمان بنصب الأدلة والتمكين من النظر (إن كنتم مؤمنين هو الذي ينزل (4) على عبده آيات بينات ليخرجكم) أي الله أو عبده (من الظلمات) الكفر (إلى النور) الإيمان (وإن الله بكم لرؤف (5) رحيم) حيث بعث الرسول ونصب الأدلة (وما لكم) أي شئ لكم في (ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض) يرثهما وما فيهما وتصير إليه أموالكم فقدموا لأنفسكم منها بل إن صدقتم في محبتها فخذوها معكم وأرسلوها أمامكم بالإنفاق فإنها ذخر مذخور لا أن تبقوها بعدكم لغيركم المهنأ وعليكم الوزر (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح) لمكة (وقاتل) وقسيمه ومن أنفق بعده وحذف لظهوره ودلالة ما بعده (أولئك أعظم درجة) عليه لسبقهم عند مس الحاجة وقوة يقينهم لضعف الإسلام حينئذ (من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا) أي من بعد الفتح (وكلا (6) وعد الله الحسنى (7)) أي وعد كلا من الصنفين المثوبة الحسنى أي الجنة (والله بما تعملون خبير) فيجازيكم به (من ذا الذي يقرض الله) أي ينفق ماله في سبيله (قرضا حسنا) اقتراضا خالصا لوجهه أو مقرضا حلالا طيبا (فيضاعفه (8) له وله) مع المضاعفة (أجر كريم) كثير النفع والخير (يوم ترى المؤمنين والمؤمنات...

(1) ترجع: بفتح أوله وكسر الجيم.
(2) أخذ: بضم أوله وكسر الخاء.
(3) ميثاقكم: بضم القاف.
(4) ينزل: بفتح أوله وسكون النون.
(5) لرؤف: بضم الهمزة بدون إشباع.
(6) وكل.
(7) الحسنى: بكسر النون.
(8) فيضعفه: بتشديد العين بالكسر.
(٥٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 498 499 500 501 502 503 504 505 506 507 508 ... » »»