تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٥٠٧
ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذالكم توعظون به والله بما تعملون خبير * (3) * فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم * (4) * إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين * (5) * يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شئ شهيد * (6) * ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شئ عليم * (7) * ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتنجون بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير * (8) * يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وتنجوا بالبر
____________________
(ثم يعودون لما قالوا) ما قال الرجل الأول لامرأته: أنت علي كظهر أمي وقيل إلى ما قالوا فيه أي ما حرموه على أنفسهم من الوطء (فتحرير رقبة) أي فعليهم إعتاق رقبة (من قبل أن يتماسا) بالوطء (ذلكم) التغليظ (توعظون به) حتى لا تظاهروا (والله بما تعملون خبير) وعد ووعيد (فمن لم يجد) رقبة (فصيام) فعليه صيام (شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا) ويتحقق التتابع بصوم شهر ويوم (فمن لم يستطع) الصيام لمرض ونحوه (فإطعام ستين مسكينا) لكل مسكين مد من غالب قوت البلد وقيل مدان (ذلك) أي فرض ذلك البيان أو التخفيف (لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك) الأحكام (حدود الله) فلا تعتدوها (وللكافرين) بها (عذاب أليم إن الذين يحادون الله ورسوله) يخالفونهما إذ كل من المتخالفين في حد غير الآخر (كبتوا) أذلوا وأخذوا (كما كبت الذين من قبلهم) في محادتهم رسلهم (وقد أنزلنا آيات بينات) دالة على صدق الرسل (وللكافرين) بالآيات (عذاب مهين) لهم (يوم يبعثهم الله جميعا) ظرف مهين (فينبئهم بما عملوا) إخزاء لهم (أحصاه الله) أحاط به كما وكيفا (ونسوة والله على كل شئ شهيد ألم تر) تعلم (أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض) كل ما فيهما (ما يكون من نجوى) نفر (ثلاثة إلا هو رابعهم) بالعلم بنجواهم (ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شئ عليم) لا يخفى عليه شئ لم يذكر أقل النجوى اثنتين إذ لا يبقى مصداق لقوله ولا أقل ولم يكتف بالعدد الأول مع كفايته لأن المتعارف في المبالغة والكثرة أن يذكر عددين ثم يقال فصاعدا ولم يذكر الأربعة بعد الثلاثة تباعدا من صورة التكرار وليكون لكل منهما أدنى وأعلى (ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه) هم اليهود والمنافقون كانوا يتناجون فيما بينهم ويتغامزون فنهوا ثم عادوا (ويتناجون (1) بالإثم والعدوان) للمؤمنين (ومعصية (2) الرسول) أي ويتواصون بمخالفته (إذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله) فيقولون: السام عليك أي الموت (ويقولون في أنفسهم) فيما بينهم (لولا) هلا (يعذبنا الله بما نقول) بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لو كان نبيا (حسبهم جهنم) عذابا (يصلونها فبئس المصير) هي (يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا (3) بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر) بأفعال الخير...

(1) ينتجون.
(2) معصيت.
(3) تنتجوا.
(٥٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 502 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 ... » »»