تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٥٠٤
يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم * (12) * يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظهره من قبله العذاب * (13) * ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور * (14) * فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير * (15) *، ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون * (16) * اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون * (17) * إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضعف لهم ولهم أجر كريم * (18) * والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا
____________________
يسعى (1) نورهم) الذي يهتدون به إلى الجنة (بين أيديهم وبأيمانهم) إذ بها يعطون كتبهم وهو أمارة نجاتهم ويقال لهم (بشراكم (2) اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم) الظفر بالبغية (يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا (3)) انظروا إلينا فإنهم إذا نظروا إليهم استضاؤا بنور قدامهم، أو انتظرونا لأنهم يمضون إلى الجنة كالبرق الخاطف وقرئ بهمزة وكسر الظاء أي أمهلونا (نقتبس) نأخذ قبسا (من نوركم قيل) لهم تهكما بهم (ارجعوا وراءكم) إلى المحشر حيث أعطينا النور (فالتمسوا نورا) أو إلى الدنيا فاطلبوه بالإيمان والطاعة (فضرب بينهم) بين الفريقين (بسور) بحائط (له باب باطنه) باطن السور أو الباب (فيه الرحمة) بالجنة للمؤمنين (وظاهره من قبله) من جهته (العذاب) بالنار للمنافقين (ينادونهم ألم نكن معكم) أي موافقين لكم ظاهرا (قالوا بلى (4) ولكنكم فتنتم أنفسكم) بالنفاق (وتربصتم) بالمؤمنين الدوائر (وارتبتم) وشككتم في الدين (وغرتكم الأماني) الآمال الطوال (حتى جاء أمر الله) بالموت (وغركم بالله الغرور) الشيطان أو الدنيا (فاليوم لا يؤخذ) بالياء والتاء (منكم فدية) فداء (ولا من الذين كفروا) علانية (مأواكم النار هي مولاكم) أولى بكم (وبئس المصير) هي (ألم يأن) أما حان (للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) قيل لما قدم الصحابة المدينة أصابوا نعمة وريفا فتغيروا عما كانوا عليه فنزلت (وما نزل (5) من الحق) عطف لأحد وصفي القرآن على الآخر (ولا يكونوا) عطف على تخشع أو نهي (كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد) المدة بطول أعمارهم أو ما بينهم وبين أنبيائهم (فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون) خارجون عن دينهم (اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها) تذكير بالبعث حثا على الخشوع وزجرا عن القسوة أو تمثيلا لإحياء الذكر للقلوب الميتة بالقسوة (قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون) تتأملوها بقلوبكم (إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف (7) لهم ولهم أجر كريم) مر تفسيره (8) (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون) المبالغون في الصدق أو التصديق (والشهداء) القائمون بالشهادة لله أو على الأمم (عند ربهم لهم أجرهم ونورهم) الموعودان (والذين كفروا وكذبوا

(1) يسعى: بكسر العين.
(2) بشريكم.
(3) أنظرونا: بفتح الهمزة وكسر الظاء.
(4) بلى: بكسر اللام.
(5) نزل: بتشديد الزاي بالفتح.
(6) المصدقين والمصدقات: بتخفيف الصاد فيهما.
(7) يضعف: بتشديد العين بالفتح.
(8) انظر الآية 7 و 11 من هذه السورة.
(٥٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 499 500 501 502 503 504 505 506 507 508 509 ... » »»