تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٥٠٦
منهم فاسقون * (26) * ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فاتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون * (27) * يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم * (28) * لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شئ من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم * (29) * (58) سورة المجادلة مدنية وآياتها 22 نزلت بعد المنافقون بسم الله الرحمن الرحيم قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع) * بصير * (1) * الذين يظهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا إلى ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لعفو غفور * (2) * والذين يظهرون من نسائهم
____________________
منهم فاسقون) خارجون عن نهج الحق (ثم قفينا على آثارهم برسلنا) رسولا بعد رسول (وقفينا بعدهم بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة) فتوادوا وتعاطفوا (ورهبانية) هي المبالغة في العبادة والرياضة والانقطاع عن الناس وروي أنها صلاة الليل (ابتدعوها) من قبل أنفسهم (ما كتبناها) ما فرضناها (عليهم إلا ابتغاء رضوان الله) منقطع أي لكن فعلوها طلب رضاه (فما رعوها) جمعا (حق رعايتها) إذ تركها كثير منهم وكفروا بعيسى ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ومنهم من بقي على دينه وآمن لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (فأتينا الذين آمنوا) بعيسى ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون يا أيها الذين آمنوا) بالرسل الماضين أو بعيسى (عليه السلام) (اتقوا الله وآمنوا برسوله) محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (يؤتكم كفلين) نصيبين (من رحمته) لإيمانكم بمن قبل محمد وبه (ويجعل لكم نورا تمشون به) في السلوك إلى الجنة (ويغفر لكم والله غفور رحيم لئلا يعلم) ليعلم (أهل الكتاب أن) مخففة (لا يقدرون على شئ من فضل الله) مما ذكر ولا ينالونه (وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) فيتفضل بما يشاء على من يشاء.
(58 - سورة المجادلة إحدى أو اثنتان وعشرون آية مدنية) (بسم الله الرحمن الرحيم) (قد سمع الله قول التي تجادلك) وهي خولة بنت ثعلبة (في زوجها) أوس بن الصامت ظاهر منها فاستفتت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فنزلت (وتشتكي إلى الله) شدة حالها (والله يسمع تحاوركما) تراجعكما (إن الله سميع) للأقوال (بصير) بالأحوال (الذين يظاهرون (1) منكم من نسائهم) بأن يقول لها: أنت علي كظهر أمي (ما هن أمهاتهم) على الحقيقة (إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول) ينكره الشرع (وزورا) كذبا (وإن الله لعفو غفور) لهم تفضلا أو إن تابوا (والذين يظاهرون (1) من نسائهم

(1) يظاهرون: بفتح الياء والهاء وتشديد الظاء بالفتح. يظهرون: بتشديد الظاء والهاء بالفتح.
(٥٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 501 502 503 504 505 506 507 508 509 510 511 ... » »»