تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٤٩٣
عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى * (30) * ولله ما في السماوات وما في الأرض ليجزى الذين أسوا بما عملوا ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى * (31) * الذين يجتنبون كبئر الاثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى * (32) * أفرأيت الذي تولى * (33) * وأعطى قليلا وأكدى * (34) * أعنده علم الغيب فهو يرى * (35) * أم لم ينبأ بما في صحف موسى * (36) * وإبراهيم الذي وفى * (37) * ألا تزر وازرة وزر أخرى * (38) * وأن ليس للانسان إلا ما سعى * (39) * وأن سعيه سوف يرى * (40) * ثم يجزئه الجزاء الأوفى * (41) * وأن إلى ربك المنتهى * (42) * وأنه هو أضحك وأبكى * (43) * وأنه هو أمات وأحيا * (44) * وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى * (45) * من نطفة إذا تمنى * (46) * وأن عليه النشأة الأخرى * (47) * وأنه هو أغنى وأقنى * (48) * وأنه هو رب الشعرى * (49) * وأنه أهلك عادا الأولى * (50) * وثمودا فما أبقى * (51) * وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى * (52) * والمؤتفكة أهوى * (53) * فغشاها ما غشى * (54) * فبأي آلاء ربك تتمارى * (55) * هذا نذير من النذر
____________________
عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى) فيجازي كلا بما يستحقه (ولله ما في السماوات وما في الأرض) ملكا وخلقا (ليجزي الذين أساؤا بما عملوا) تعليل لما دل عليه ما قبله (ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى) المثوبة الحسنى أي الجنة أو بسبب أعمالهم الحسنى (الذين يجتنبون كبائر (1) الإثم والفواحش) ما تزايد قبحه من الكبائر (إلا اللمم) وهو الصغائر والاستثناء منقطع أي لكن اللمم يغفر لمجتنبي الكبائر (إن ربك واسع المغفرة) فيغفر ما دون الشرك لمن يشاء (هو أعلم بكم) بأحوالكم (إذ أنشأكم) حين ابتدأ خلقكم بخلق آدم (من الأرض وإذ أنتم أجنة) جمع جنين (في بطون أمهاتكم (2)) في الأرحام (فلا تزكوا أنفسكم) لا تمدحوها إعجابا ورياء (هو أعلم بمن اتقى) بمن أطاع وأخلص العمل (أفرأيت الذي تولى) عن الحق (وأعطى قليلا وأكدى) وقطع العطاء (أعنده علم الغيب فهو يرى أم) بل (لم ينبأ بما في صحف موسى) أسفار التوراة (وإبراهيم) أي وصحف إبراهيم وقدم صحف موسى لشهرتها أو ليترتب على إبراهيم (الذي وفى) أتم ما أمر به ومن ذلك صبره على ذبح ابنه ونار نمرود (ألا تزر وازرة وزر أخرى) لا تحمل نفس ذنب غيرها ولا ينافيه من قتل نفسا فكأنما قتل الناس ونحوه لأن ذلك فعل من التسبيب (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) إلا ثواب سعيه وما ورد من نفع الميت بعمل غيره له فلابتنائه على سعيه وهو إيمانه فالعامل له كالنائب عنه (وأن سعيه سوف يرى) في الآخرة (ثم يجزاه الجزاء الأوفى) التام والهاء لسعيه (وأن إلى ربك المنتهى) انتهاء الخلق ومصيرهم وروى إذا بلغ الكلام إلى الله فأمسكوا (وأنه هو أضحك وأبكى) فعل سبب الضحك والبكاء أو أقدر عليهما (وأنه هو أمات وأحيا) بخلقه الموت والحياة ولا قدرة لغيره عليهما (وأنه خلق الزوجين) الصنفين (الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى) تصب في الرحم (وأن عليه النشأة الأخرى (3)) للبعث (وأنه هو أغنى) بالكفاية بالأموال (وأقنى) أعطى القنية وهو مال المتأثل (وأنه هو رب الشعري) أي العبور عبدها خزاعة (وأنه أهلك عادا الأولى (4)) هم قوم هود أبوهم عاد بن عوض والأخرى عقبهم أو قوم صالح (وثمود (5)) وأهلك ثمود بالتنوين وعدمه (فما أبقى) الجمعين (وقوم نوح من قبل) أهلكهم قبل عاد وثمود (إنهم كانوا هم أظلم وأطغى) من عاد وثمود لإفراطهم في إيذائه مدة ألف سنة إلا خمسين عاما (والمؤتفكة (6)) المنقلبة وهي قرى قوم لوط (أهوى) أسقطها مقلوبة بعد رفعها بأمر جبرائيل بذلك (فغشاها ما غشى) من الحجارة (فبأي آلاء ربك) نعمة المعدودة هنا وغيره (تتمارى) تتشكك أيها السامع (هذا) الرسول أو القرآن (نذير) منذر أو إنذار (من النذر...

(1) كبير.
(2) إمهاتكم: بتشديد الميم الأولى بالفتح - إمهاتكم: بتشديد الميم الأولى بالكسر.
(3) النشاءة الأخرى.
(4) عادا اللؤلى وفيه وجوه أخر.
(5) وثمودا.
(6) الموتفكة.
(٤٩٣)
مفاتيح البحث: الإنذار (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 ... » »»