تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٥١٤
وأخرجوكم من دياركم وظهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون * (9) * يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وآتوهم ما أنفقوا ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجورهن ولا تمسكوا بعصم الكوافر وسلوا ما أنفقتم وليسئلوا ما أنفقوا ذالكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم * (10) * وإن فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فاتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون * (11) * يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولدهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم * (12) * يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور * (13) *
____________________
وأخرجوكم من دياركم وظاهروا) عاونوا (على إخراجكم) كمشركي مكة (أن تولوهم) بدل اشتمال من الذين (ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون) بموالاتهم (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات) المظهرات للإيمان (مهاجرات) من الكفار (فامتحنوهن) بالحلف أنهن لم يخرجن إلا للإسلام لا لبغض زوج ولا لعشق أحد (الله أعلم بإيمانهن) باطنا (فإن علمتموهن مؤمنات) من أمارة الحلف وغيره (فلا ترجعوهن إلى الكفار) أي أزواجهن (لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن) كرر مبالغة وزيادة تأكيد للمنع من الرد ودل على وقوع الفرقة (وآتوهم ما أنفقوا) عليهن من المهور (ولا جناح عليكم أن تنكحوهن) لأن الإسلام أبانهن من أزواجهن (إذا آتيتموهن أجورهن) مهورهن ولا يكفي ما أعطيتم أزواجهن (ولا تمسكوا) بالتخفيف والتشديد (بعصم الكوافر) بما يعتصم به من عقد وسبب أي لا تقيموا على نكاحهن لانقطاعه بإسلامكم (واسألوا ما أنفقتم) من مهور نسائكم اللاحقات بالكفار (وليسألوا ما أنفقوا) من مهور نسائهم المهاجرات (ذلكم) المذكور في الآية (حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم) فحكمه مصلحة وحكمة ولما أبى المشركون أن يؤدوا مهور الكوافر نزلت (وإن فاتكم شئ) أحد (من أزواجكم) وعبر بالشئ تحقيرا وتعميما وتغليظا في الحكم أو شئ من مهورهن (إلى الكفار) مرتدات (فعاقبتم) فجاءت عاقبتكم أي توبتكم من إعطاء المهر شبه أداء كل من الفريقين المهر للآخر بأمر يتعاقبون فيه (فأتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا) مثل مهرها من مهر المهاجرة ولا تؤتوها زوجها الكافر أو المعنى وإن فاتكم فأصبتم عقبى أي غنيمة فأتوا مهر الفائتة من الغنيمة (واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون) في أحكامه (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا) لما بايعه الرجال يوم الفتح جاء النساء يبايعنه فنزلت (ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن) وهو أن يلحقن بأزواجهن غير أولادهن من اللقطاء ووصف بوصف ولدها الحقيقي أنه إذا ولد سقط بين يديها ورجليها وقيل هو الكذب والنميمة وقذف المحصنة (ولا يعصينك في معروف) هو فعل الحسن وترك القبيح (فبايعهن) على ذلك (واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم) للمؤمنين والمؤمنات (يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم) هم جميع الكفار أو اليهود وقيل كان بعض فقراء المسلمين يواصلونهم طمعا في ثمارهم فنزلت (قد يئسوا من الآخرة) من ثوابها لتكذيبهم النبي مع علمهم بصدقة من كتابهم (كما يئس الكفار من أصحاب القبور) أن يبعثوا أو ينفعوهم.
(٥١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 509 510 511 512 513 514 515 516 517 518 519 ... » »»