تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٤٦٢
انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين * (55) * فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين * (56) *، ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون * (57) * وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون * (58) * إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلنه مثلا لبنى إسرائيل * (59) * ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون * (60) * وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم * (61) * ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين * (62) * ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعون * (63) * إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم * (64) * فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم * (65) * هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون * (66) * الأخلاء يومئذ) * بعضهم لبعض عدو إلا المتقين * (67) * يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون * (68) * الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين * (69) * ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون * (70) * يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس
____________________
(انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين فجعلناهم سلفا (1)) متقدمين إلى النار (ومثلا للآخرين) عبرة لهم (ولما ضرب ابن مريم مثلا) ضربه المشركون لما نزل إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم فقالوا إن النصارى يعبدون عيسى وقد رضينا أن تكون آلهتنا معه وإذا جاز أن يعبد عيسى فالملائكة أولى بذلك، وأن محمدا يريد أن نعبده كما عبد عيسى (إذا قومك) قريش (منه) من المثل (يصدون (2)) يصيحون فرحا لزعمهم انقطع الرسول به (وقالوا أآلهتنا خير أم هو) أي الأصنام خير أم عيسى فإن كان في النار فلتكن آلهتنا معه أو الملائكة خير أم عيسى فإذا جاز أن يعبد فهم أولى به أو آلهتنا خير أم محمد أي هي خير منه (ما ضربوه) أي المثل (لك إلا جدلا) لا بحثا عن الحق (بل هم قوم خصمون) شديد الخصومة (إن هو) ما عيسى (إلا عبد أنعمنا عليه) بالنبوة (وجعلناه مثلا لبني إسرائيل) كالمثل في الغرابة من خلقه من غير أب (ولو نشاء لجعلنا منكم) بدلكم أو أولادنا منكم يا بشر (ملائكة في الأرض يخلفون) يقومون مقامكم والغرض بيان كمال قدرته وإن كون الملائكة في السماء لا يوجب لهم الألوهية (وإنه) أي عيسى (لعلم للساعة) يعلم قربها بنزوله لأنه من أشراطها (فلا تمترن بها) لا تشكن فيها (واتبعون هذا) الذي آمركم به (صراط مستقيم) دين قيم (ولا يصدنكم الشيطان) عن دين الله (إنه عدو مبين) بين العداوة (ولما جاء عيسى بالبينات) المعجزات والشرائع (قال قد جئتكم بالحكمة) بالنبوة والإنجيل (ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه) من أمر الدين والدنيا (فاتقوا الله وأطيعون إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا) الدين أي توحيده وعبادته (صراط مستقيم) دين قيم (فاختلف الأحزاب من بينهم) اليهود والنصارى أو فرق النصارى في عيسى: أهو الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة (فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم) القيامة (هل ينظرون) ما ينتظر كفار مكة (إلا الساعة أن تأتيهم بغتة) فجأة (وهم لا يشعرون) بها لغفلتهم عنها (الأخلاء) المتحابون في الدنيا (يومئذ) يوم القيامة ظرف لعدو (بعضهم لبعض عدو) لظهور أن ما تحابوا عليه سبب عذابهم (إلا المتقين) المتحابين في الله (يا عباد (3) لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم) المؤمنات (تحبرون) تسرون سرورا يبدو في وجوهكم حباره أي أثره (يطاف عليهم بصحاف من ذهب) جمع صحفة أي قطعة (وأكواب) جمع كوب وهو كوز لا عروة له (وفيها ما تشتهيه الأنفس (4) من النعم...

(1) سلفا: بضم أوله.
(2) يصدون: بضم الصاد.
(3) عبادي: قف باثبات الياء مفتوحة في الوصل ساكنة في الوقف وبغير الياء وباسكان الياء في الحالين.
(4) تشتهى الأنفس.
(٤٦٢)
مفاتيح البحث: الضرب (1)، الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 467 ... » »»