____________________
وربكم أن ترجمون (1)) بالحجارة أو الشتم (وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون (2)) فاتركوني لا لي ولا علي (فدعا ربه) لما يئس من إيمانهم (أن هؤلاء قوم مجرمون) مشركون فقال تعالى (فأسر (3) بعبادي ليلا إنكم متبعون) يتبعكم فرعون وقومه (واترك البحر رهوا) ساكنا أو متفرجا على هيئته بعد ما عبرته وذلك أنه أراد أن يضربه ثانيا لينطبق خوفا أن يدركهم القبط فأمر بتركه كما هو ليدخلوه (إنهم جند مغرقون) فدخلوه فأغرقوا (كم) كثيرا (تركوا من جنات وعيون (4) وزروع ومقام كريم) مجالس حسنة (ونعمة) تنعم (كانوا فيها فاكهين (5)) ناعمين (كذلك) الأمر كذلك (وأورثناها) أي هذه المعدودات (قوما آخرين) بني إسرائيل أو غيرهم (فما بكت عليهم السماء والأرض) مجاز عن صغر قدرهم إذ كانوا إذا عظموا مصيبة هنالك يقولون بكت عليه السماء والأرض وانكسفت له الشمس أو كناية عن أنهم لم يكن لهم عمل صالح يرفع إلى السماء وفي الصادقي بكت السماء على يحيى والحسين أربعين صباحا ولم تبك إلا عليهما (وما كانوا منظرين) ممهلين (ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين) استعبادهم وقتل أبنائهم (من فرعون إنه كان عاليا) متجبرا (من المسرفين) في الطغيان (ولقد اخترناهم) أي بني إسرائيل (على علم) منا باستحقاقهم ذلك (على العالمين) عالمي زمانهم (وآتيناهم من الآيات) كفلق البحر وتضليل الغمام وغيرهما (ما فيه بلاء مبين) نعمة واضحة أو امتحان بين (إن هؤلاء) أي كفار مكة (ليقولون إن هي) ما الموتة التي يعقبها حياة (إلا موتتنا الأولى) وهي حال كونهم نطفا (وما نحن بمنشرين) بمبعوثين (فأتوا (6)) أيها النبي والمؤمنون (بآبائنا إن كنتم صادقين) في وعدكم بالبعث (أهم خير) أعز وأشد (أم قوم تبع) هو الحميري صاحب الجيوش وبانى الحيرة وسمرقند كان صالحا وقومه كفرة سمي به لكثرة أتباعه والتبابعة ملوك اليمن كالأكاسرة للفرس (والذين من قبلهم) من الأمم (أهلكناهم) بكفرهم (إنهم كانوا مجرمين) فاستحقوا ذلك وهؤلاء مثلهم (وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين) عابثين بل خلقناهما لغرض صحيح ومنافع للخلق دينية ودنيوية (ما خلقناهما إلا بالحق) إلا محقين في ذلك إذ به يتم أمر المعاش والمعاد (ولكن أكثرهم لا يعلمون) لتركهم النظر (إن يوم الفصل) الحكم بين الخلق أو فصل الحق من الباطل (ميقاتهم) موعدهم (أجمعين) للعذاب الأكبر (يوم لا يغني مولى) بقرابة وغيرها (عن مولى شيئا) من العذاب (ولا هم ينصرون) يمنعون منه (إلا من رحم الله) بالعفو عنه أو بالإذن بالشفاعة (إنه هو العزيز) في انتقامه من أعدائه (الرحيم) بأوليائه (إن شجرة الزقوم) فسرت في الصافات (7) (طعام الأثيم) الكثير الإثم قيل أريد به أبو جهل وأضرابه...