تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٤٥٧
في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم * (42) * ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور * (43) * ومن يضلل الله فما له من ولى من بعده وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل * (44) * وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفى وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا إن الظالمين في عذاب مقيم * (45) * وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل * (46) * استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير * (47) * فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ وإنا إذا أذقنا الانسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة) * بما قدمت أيديهم فإن الانسان كفور * (48) * لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور * (49) * أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير * (50) *، وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من ورأى حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء
____________________
في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم) بظلمهم وبغيهم (ولمن صبر) فلم ينتصر (وغفر) وصفح (إن ذلك) الصبر والصفح (لمن عزم الأمور) معزوماتها المأمور بها (ومن يضلل الله) يخليه وضلاله (فما له من ولي) ناصر يتولاه (من بعده) بعد خذلان الله إياه (وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد) إلى الدنيا (من سبيل وتراهم يعرضون عليها) على النار المعلومة من العذاب (خاشعين) متواضعين (من الذل ينظرون من طرف خفي) يبتدئ نظرهم إليها من تحريك لأجفانهم ضعيف نظر مسارقة (وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة) لتخليدهم في النار وعدم انتفاعهم بأهليهم (ألا إن الظالمين في عذاب مقيم) من كلامهم أو قول الله (وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل) يوصله إلى الجنة (استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله) صلة مرد أي لا يرده الله بعد إتيانه أو ليأتي أي قبل أن يأتي يوم من الله لا مرد له (ما لكم من ملجأ) معقل (يومئذ وما لكم من نكير) إنكاري بكم (فإن أعرضوا) عن إجابتك (فما أرسلناك عليهم حفيظا) رقيبا (إن عليك إلا البلاغ) وقد بلغت (وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور) كثير الكفران وضع الإنسان موضع ضميره تسجيلا على جنسه بذلك (لله ملك السماوات والأرض) لا يشاركه أحد فيه (يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء) من الأولاد (إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما) أي يخص بعضا بالإناث وبعضا بالذكورة وبعضا بالضعفين ويعقم بعضا وإنما قدم الإناث أولا وأخرها ثانيا وعرف الذكورة ونكر الإناث لأن مساق الآية للدلالة على أن الواقع ما يتعلق به مشيئة الله لا مشيئة الناس فكان ذكر الإناث اللاتي من جملة ما لا يشاؤه الناس أهم، ولما أخر الذكور تدارك تأخيرهم بالتعريف لأن التعريف تنويه ونكر الإناث للتحقير ثم أعطى كلا من الجنسين حقه من التقديم والتأخير ليعلم أن تقديمهن لم يكن لتقدمهن ولكن لغرض آخر (إنه عليم قدير) على ما يشاء (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا) وهو الإلهام والمنام كما وقع لأم موسى وإبراهيم (أو من وراء حجاب) بأن يسمعه الصوت ولا يرى محله (أو يرسل (1) رسولا) ملكا كجبرئيل (فيوحي (2)) الرسول إلى النبي (بإذنه) بأمر الله (ما يشاء) الله...

(1) يرسل: بضم آخره.
(2) فيوح.
(٤٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 ... » »»