تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٤٥١
ترى الأرض خشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحي الموتى إنه على كل شئ قدير * (39) * إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير * (40) * إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتب عزيز * (41) * لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد * (42) * ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم * (43) * ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد * (44) * ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضى بينهم وإنهم لفي شك منه مريب * (45) * من عمل صلحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلم للعبيد * (46) *، إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركاءى قالوا آذناك
____________________
ترى الأرض خاشعة) ذليلة يابسة (فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت) تحركت وانتفخت (إن الذي أحياها) بالنبات (لمحيي الموتى إنه على كل شئ قدير إن الذين يلحدون (1)) يميلون عن الحق (في آياتنا) بالطعن والتكذيب (لا يخفون علينا) كفى به وعيدا (أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي يوم القيامة) استفهام تقرير وتوبيخ (اعملوا ما شئتم) أمر تهديد (إنه بما تعملون بصير) فيجازيكم به (إن الذين كفروا بالذكر) القرآن (لما جاءهم) وخبر إن مقدر أي يجازون أولئك ينادون (وإنه لكتاب عزيز) غالب بقوة حججه أو عديم النظير (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) من جهة من الجهات أو مما فيه من إخباره بما مضى ويأتي (تنزيل من حكيم) في أفعاله (حميد) على إفضاله (ما يقال) ما يقول كفار مكة (لك إلا) مثل (ما قد قيل للرسل من قبلك) من التكذيب أو ما يقول الله لك إلا مثل ما قال لهم من الصبر (إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم ولو جعلناه) أي الذكر (قرآنا أعجميا) كما قالوا اقتراحا: هلا أنزل بلغة العجم (لقالوا لولا) هلا (فصلت آياته) بينات حتى نفهمها (أأعجمي (2) وعربي) أقرآن عجمي ورسول أو مخاطب عربي إنكار (قل هو للذين آمنوا هدى) من الحيرة (وشفاء) من الشك (والذين لا يؤمنون) هو (في آذانهم وقر) لتصاممهم عن استماعه (وهو عليهم عمى) لتعامي قلوبهم عن تدبره (أولئك ينادون من مكان بعيد) أي هم كمن ينادى من بعيد لا يسمع ولا يفهم النداء (ولقد آتينا موسى الكتاب) التوراة (فاختلف فيه) بالتصديق والتكذيب كالقرآن (ولولا كلمة سبقت من ربك) بتأخير القضاء والجزاء إلى يوم القيامة (لقضي بينهم) بإهلاك المكذبين (وإنهم) أي اليهود أو قومك (لفي شك منه) من التوراة أو القرآن (مريب) موقع الريبة (من عمل صالحا فلنفسه) ثوابه (ومن أساء فعليها) وباله (وما ربك بظلام للعبيد إليه يرد علم الساعة) لا إلى سواه (وما تخرج من ثمرات (3) من أكمامها) أوعيتها جمع كم (وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا) كل ذلك مقرونا (بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي (4)) بزعمكم (قالوا آذناك) أعلمناك وأسمعناك...

(1) يلحدون: بفتح الياء والحاء.
(2) عجمي: " بفتح العين والجيم ". آأعجمى.
(3) ثمرة.
(4) شركائي: بفتح الياء.
(٤٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 ... » »»