تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٥٩
كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شئ قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص * (21) * وقال الشيطان لما قضى الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطن إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم * (22) * وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام * (23) * ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * (24) * تؤتى أكلها كل حين) * بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * (25) * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار * (26) * يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء * (27) * ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم
____________________
كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شئ قالوا لو هدانا الله) إلى طريق الخلاص من العقاب (لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص) مفر ومنجى (وقال الشيطان لما قضي الأمر) فرغ منه ودخل السعداء الجنة والأشقياء النار (إن الله وعدكم وعد الحق) بالبعث والجزاء فوفى لكم (ووعدتكم) خلاف ذلك (فأخلفتكم) الوعد (وما كان لي (1) عليكم من سلطان) تسلط وقهر فأجبركم (إلا أن دعوتكم) لكن دعائي إياكم إليه بالوسوسة (فاستجبتم لي) باختياركم (فلا تلوموني) بدعائي لكم (ولوموا أنفسكم) حيث أجبتم ويدل على الاختيار وفيه رد على الجبرية والأشاعرة (ما أنا بمصرخكم) بمغيثكم (وما أنتم بمصرخي) بمغيثي بفتح الياء وكسرها (إني كفرت بما أشركتموني (2) من قبل) بإشراككم إياي مع الله في الدنيا (إن الظالمين لهم عذاب أليم) من قوله أو ابتداء وعيد من الله تعالى (وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم) بأمره (تحيتهم فيها) من الملائكة أو فيما بينهم (سلام ألم تر كيف ضرب الله مثلا) كيف بينه جعل (كلمة طيبة) كلمة التوحيد أو ما دعا إلى الحق (كشجرة طيبة) النخلة أو شجرة في الجنة أو شجرة بهذا الوصف وإن لم نشاهدها، وعن الباقر (عليه السلام) إنها النبي وفرعها علي وغصنها فاطمة وثمرها أولادها وورقها شيعتنا (أصلها ثابت) في الأرض (وفرعها) رأسها (في السماء تؤتي أكلها (3) كل حين) يعطي ثمرها كل ستة أشهر أو كل سنة أو كل وقت (بإذن ربها) بأمره (ويضرب الله الأمثال) يبينها (للناس لعلهم يتذكرون) يتعظون بتدبرها (ومثل كلمة خبيثة) هي كلمة الكفر أو ما دعا إلى الباطل (كشجرة خبيثة (4)) هي الحنظل أو الكشوت أو ما لا ينتفع بها، وعن الباقر (عليه السلام): إنها بنو أمية (اجتثت) اقتلعت جثتها (من فوق الأرض ما لها من قرار) استقرار (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت) أي بكلمة التوحيد المتمكنة في قلوبهم بالحجة (في الحياة الدنيا وفي الآخرة) أي في القبر أو في الموقف (ويضل الله الظالمين) لا يثبتهم في الدارين بظلمهم وكفرهم (ويفعل الله ما يشاء) من تثبيت المؤمن وتخلية الكافر وكفره (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة (5) الله) أي شكرها (كفرا) فوضعوها موضعه أو بدلوا نفسها كفرا أي سلبوها فاعتاضوا عنها بالكفر، وفي الصافي نحن والله نعمة الله وبنا يفوز من فاز (وأحلوا قومهم) أتباعهم.

(1) لي: بسكون الياء.
(2) أشركتموني.
(3) تؤتى أكلها: بسكون الكاف.
(4) خبيثة: بضم التاء منونة.
(5) نعمت.
(٢٥٩)
مفاتيح البحث: الظلم (2)، الضرب (1)، الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»