تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٥٤
يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذريتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * (23) * سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار * (24) * والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار * (25) * الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متع * (26) * ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه قل إن الله يضل من يشاء ويهدى إليه من أناب * (27) * الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب * (28) * الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب * (29) * كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلوا عليهم الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب * (30) * ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل
____________________
(يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم) يلحقون بهم وإن لم يعملوا كعملهم كرامة لهم (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب) من أبواب الجنة أو القصور أو الهدايا قائلين (سلام عليكم) تهنئة بالسلامة (بما صبرتم) بسبب صبركم (فنعم عقبى الدار) ما أنتم فيه (والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه) ما وثقوه به (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض) بالظلم والكفر (أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) عذاب النار أو سوء العاقبة فيها (الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر) يوسعه ويضيقه (وفرحوا) أي الكفرة بطرا (بالحياة الدنيا) بما أوتوه فيها (وما الحياة الدنيا في الآخرة) في جنبها (إلا متاع) يتمتع به ويزول (ويقول الذين كفروا لولا) هلا (أنزل عليه آية من ربه) كالناقة والعصا (قل إن الله يضل من يشاء) يخذله بسوء فعله وعدم اعتداده بالآيات المنزلة (ويهدي إليه من أناب) رجع عن العناد إلى الانقياد (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله) أنسا وثقة به أو بالقرآن (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) لإزالته الشكوك الموجبة للاضطراب (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) مبتدأ وخبره (طوبى لهم) أي طيب عيش أو فرح أو غبطة أو شجرة في الجنة أصلها في دار النبي وعلي وفرعها على أهل الجنة (وحسن مآب) مرجع (كذلك) كما أرسلنا الرسل قبلك (أرسلناك في أمة قد خلت) مضت (من قبلها أمم) فهي آخر الأمم وأنت آخر الرسل (لتتلو) لتقرأ (عليهم الذي أوحينا إليك) أي القرآن (وهم يكفرون بالرحمن) البليغ الرحمة العميم النعمة حيث قالوا وما الرحمن حيث أمروا بالسجود له (قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت) في أموري (وإليه متاب) توبتي أي رجوعي (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال) أزيلت عن مواضعها (أو قطعت به الأرض) شققت أنهارا وعيونا (أو كلم به الموتى) بعد إحيائهم وجواب لو محذوف أي لكان هذا القرآن أو لما آمنوا لفرط عنادهم قيل قالوا له إن كنت نبيا فسير لنا جبال مكة واجعل لنا فيها أنهارا وعيونا لنزرع وأحي لنا أمواتنا ليكلمونا فيك فنزلت (بل لله الأمر جميعا) لا لغيره فهو القادر على ذلك (أفلم ييأس الذين آمنوا) فلم يعلموا سمي العلم يأسا لأنه سببه إذ من علم شيئا يئس من خلافه وقيل المعنى أفلم يقنطوا (أن) مخففة (لو يشاء الله لهدى الناس جميعا) إلى الجنة لكنه كلفهم لينالوها باستحقاق أو لو يشاء إلجاءهم لألجأهم (ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا) من الكفر (قارعة) داهية تقرعهم من الجدب والأسر والقتل (أو تحل) القارعة...

(1) يستوى.
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»