تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٧٠
وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون * (34) * وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شئ نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شئ كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلغ المبين * (35) * ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عقبة المكذبين * (36) * إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدى من يضل وما لهم من نصرين * (37) * وأقسموا بالله جهد أيمنهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون * (38) * ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كذبين * (39) * إنما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون * (40) * والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون * (41) * الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون * (42) * وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون * (43) * بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين
____________________
(وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون) من العذاب أو جزاء استهزائهم (وقال للذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شئ نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شئ) كأنهم كانوا جبرية أو أشعرية (كذلك فعل الذين من قبلهم) فنسبوا إليه مشيئة ما فعلوه من شرك ونحوه كما مر في الأنعام (1) (فهل على الرسل إلا البلاغ المبين) للحق وتنزيه الله عن الظلم (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا) كما بعثنا في هؤلاء (أن) أي بأن أو أي (اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) أي عبادته (فمنهم من هدى الله) لطف به لأنه من أهله فآمن أو هداه إلى الجنة بإيمانه أو حكم بإيمانه (ومنهم من حقت عليه الضلالة) أي ثبت عليه الخذلان لعلمه بتصميمه على الضلال أو حكم بضلاله أو أضله عن الجنة أو وجب عليه العذاب (فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين) للرسل والحجج (إن تحرص على هداهم (2)) أي إيمانهم (فإن الله لا يهدي (3) من يضل) لا يلطف بمن يخذل أو لا يهتدي من يخذله (وما لهم من ناصرين) يمنعونهم من العذاب (وأقسموا بالله جهد أيمانهم) مجتهدين فيها (لا يبعث الله من يموت بلى (4)) يبعثهم وعد ذلك (وعدا عليه) إنجازه حقه (حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون) صحة البعث لجهلهم وجه الحكمة فيه أو لتوهمهم امتناعه (ليبين لهم) الحق (الذي يختلفون فيه) فيميز المحق من المبطل بالثواب والعقاب (وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين) في نفيهم البعث (إنما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون (5)) فالبعث والحشر لا يتوقف إلا على أمره (والذين هاجروا في الله) في سبيله (من بعد ما ظلموا) بالأذى (لنبوئنهم) لننزلنهم (في الدنيا حسنة) مباءة حسنة وهي المدينة (ولأجر الآخرة) ثوابها (أكبر) مما نعطيهم في الدنيا (لو كانوا يعلمون) أي الكفار ما للمهاجرين من خير الدارين لوافقوهم أو المهاجرون ما أعد لهم لزاد اجتهادهم (الذين صبروا) على الأذى والهجرة (وعلى ربهم) لا غيره (يتوكلون) فيكفيهم أمورهم (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي) بالنون والياء (إليهم) لا ملائكة رد لإنكارهم كون الرسول بشرا بأن هذا هو السنة مستمرة على مقتضى الحكمة (فاسألوا أهل الذكر) أهل العلم من كانوا أو أهل الكتاب أو أهل القرآن، وعنهم (عليهم السلام) نحن أهل الذكر (إن كنتم لا تعلمون) ذلك فيعلمونكم (بالبينات) متعلق بمقدر أي أرسلناهم بالمعجزات (والزبر) الكتب (وأنزلنا إليك الذكر) القرآن (لتبين...

(1) انظر الآية 148 منها.
(2) هديهم.
(3) لا يهدى: بضم الياء الأولى.
(4) بلى. بكسر اللام.
(5) فيكون: بفتح النون.
(5) فسلوا.
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»