تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٥٥
قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد * (31) * ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب * (32) * أفمن هو قائم على كل نفس) * بما كسبت وجعلوا لله شركاء قل سموهم أم تنبؤنه بما لا يعلم في الأرض أم بظهر من القول بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل ومن يضلل الله فما له من هاد * (33) * لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق * (34) * مثل الجنة التي وعد المتقون تجرى من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار * (35) * والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك ومن الأحزاب من ينكر بعضه قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به إليه ادعوا وإليه مآب * (36) * وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولى ولا واق * (37) * ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي باية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب * (38) * يمحوا الله
____________________
(قريبا من دارهم) فيخافونها أو تحل أنت بجيشك قريبا من دارهم مكة (حتى يأتي وعد الله) القيامة أو فتح مكة (إن الله لا يخلف الميعاد ولقد استهزئ برسل من قبلك) تسلية له (صلى الله عليه وآله وسلم) (فأمليت للذين كفروا) أمهلتهم ملاوة أي مدة والملوان الليل والنهار (ثم أخذتهم) أهلكتهم (فكيف كان عقاب (1)) عقابي لهم فكذا آخذ من استهزأ بك (أفمن هو قائم) حفيظ (على كل نفس بما كسبت) من خير وشر وهو الله والخبر محذوف أي كمن ليس كذلك من الأصنام أو لم يوحدوه (وجعلوا لله شركاء) استيناف أو عطف على الخبر المقدر أخيرا (قل سموهم) استحقار لهم أي ليس لهم اسم يستحقون به الإلهية (أم) بل (تنبئونه بما لا يعلم في الأرض) أي بشركاء لا يعلمهم (أم) بل تسمونهم شركاء (بظاهر من القول) بزعم باطل لا حقيقة له (بل زين للذين كفروا مكرهم) شركهم (وصدوا) أعرضوا أو صرفوا غيرهم وضم الكوفيون الصاد أي صرفوا (عن السبيل) طريق الحق (ومن يضلل الله) يخذله بسوء اختياره (فما له من هاد (2) لهم عذاب في الحياة الدنيا) بالقتل والأسر (ولعذاب الآخرة أشق) أشد (وما لهم من الله) من عذابه (من واق (3)) دافع (مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها (4)) ثمرها (دائم) باق (وظلها) كذلك لا ينسخه شمس (تلك) الجنة (عقبى) مآل (الذين اتقوا) الله (وعقبى الكافرين النار والذين آتيناهم الكتاب) أي من أسلم منهم (يفرحون بما أنزل إليك) لموافقته كتابهم أو المراد المسلمون (ومن الأحزاب) الذين تحزبوا عليك بالعداوة من المشركين وكفرة أهل الكتاب (من ينكر بعضه) وهو ما خالف أحكامهم (قل إنما أمرت) بما أنزل إلى (أن) بأن (أعبد الله ولا أشرك به إليه أدعو) لا إلى غيره (وإليه مآب (5)) مرجعي (وكذلك) الإنزال (أنزلناه) أي القرآن (حكما) حكمة أو يحكم بين الناس (عربيا ولئن اتبعت أهواءهم) فيما يدعونك من ملتهم (بعد ما جاءك من العلم) بنسخها (ما لك من الله من ولي) ناصر (ولا واق (3)) دافع عقوبته من باب إياك أعني (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية) فلا معنى لتعييرهم لك بكثرة النساء (وما كان لرسول أن يأتي بآية) مقترحة عليه (إلا بإذن الله) ومشيئته (لكل أجل) وقت (كتاب) حكم مكتوب على الخلق ما يوجبه تدبيرهم (يمحو الله...

(1) عقابي وقفا.
(2) هادي قف.
(3) واقى قف.
(4) أكلها: بسكون الكاف.
(5) مابى.
(٢٥٥)
مفاتيح البحث: الأكل (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»