تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٥٧
بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدى من يشاء وهو العزيز الحكيم * (4) * ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور * (5) * وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذالكم بلاء من ربكم عظيم * (6) * وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد * (7) * وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغنى حميد * (8) * ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب * (9) *، قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا
____________________
بلسان قومه) بلغتهم (ليبين لهم) ما أتى به فيفهموه ويفهموه غيرهم (فيضل الله) يخذل (من يشاء) ممن أعرض عنه (ويهدي) بلطفه (من يشاء) ممن تدبر وتعقل (وهو العزيز الحكيم) الغالب المدبر بحكمته (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا) المعجزات التسع (أن) أي بأن أو أي (أخرج قومك من الظلمات) الكفر (إلى النور) والإيمان (وذكرهم بأيام الله) بنعمه وبلائه في الأيام العظام (إن في ذلك) التذكير (لآيات لكل صبار) على بلائه (شكور) لنعمائه (وإذ) اذكر إذ (قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب) بالاستعباد وغيره (ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم) يستبقونهن للخدمة (وفي ذلكم) الإنجاء أو العذاب (بلاء) نعمة أو ابتلاء (من ربكم عظيم وإذ تأذن) أي أعلم (ربكم لئن شكرتم) نعمى بالإيمان والطاعة (لأزيدنكم) نعما (ولئن كفرتم) جحدتم النعم بالكفر والمعاصي (إن عذابي لشديد) صرح بالوعد وعرض بالوعيد كما هي عادته تعالى (وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا) لن تضروا إلا أنفسكم (فإن الله لغني) عن شكركم (حميد) محمود في الملأ الأعلى (ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم) لا يعلم عددهم لكثرتهم (إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات) بالدلائل على صدقهم (فردوا أيديهم في أفواههم) عضوها على الرسل غيظا أو وضعوها عليها أمرا للرسل بالسكوت أو استهزاء بهم كمن غلبه الضحك أو وضعوا أيدي الرسل على أفواههم أو أريد بالأيدي النعم وهي ما نطقت به الرسل من الحجج أو ردوا حججهم من حيث جاءت بأن كتبوها (وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به) بزعمكم (وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه) من الدين (مريب) موجب للريب (قالت رسلهم أفي الله شك) رفع بالظرف والهمزة للإنكار (فاطر السماوات والأرض) خالقها (يدعوكم) إلى توحيده (ليغفر لكم من ذنوبكم) بعضها وهو حقه لسقوطه بالإسلام لا المظالم (ويؤخركم) بلا مؤاخذة (إلى أجل مسمى) وقت الموت (قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا) لا تفضلونا بما يوجب إيثاركم علينا (تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا) من الأصنام...
(٢٥٧)
مفاتيح البحث: آل فرعون (1)، العزّة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»