تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٦٤
قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين * (32) * قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصل من حمأ مسنون * (33) * قال فأخرج منها فإنك رجيم * (34) * وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين * (35) * قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون * (36) * قال فإنك من المنظرين * (37) * إلى يوم الوقت المعلوم * (38) * قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين * (39) * إلا عبادك منهم المخلصين * (40) * قال هذا صراط على مستقيم * (41) * إن عبادي ليس لك عليهم سلطن إلا من اتبعك من الغاوين * (42) * وإن جهنم لموعدهم أجمعين * (43) * لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم * (44) * إن المتقين في جنات وعيون * (45) * ادخلوها بسلم آمنين * (46) * ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقبلين * (47) * لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين * (48) *، نبئ عبادي أنى أنا الغفور الرحيم * (49) * وأن عذابي هو العذاب الأليم * (50) * ونبئهم عن ضيف إبراهيم * (51) * إذ دخلوا عليه فقالوا سلما قال إنا منكم وجلون * (52) * قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم * (53) *
____________________
قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون) لأنه جسماني وأنا روحاني عارض النص بالقياس الباطل (قال فأخرج منها) من الجنة أو السماء (فإنك رجيم) مطرود أو مرجوم بالشهب (وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين) إما يراد به التأبيد عرفا أو أنه يعذب بعده بما ينسى معه اللعن (قال رب فانظرني) أخرني (إلى يوم يبعثون) استنظره إلى وقت لأموت فيه لئلا يموت فلم يجبه إليه بل (قال) له (فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم) إلى النفخة الأولى أو وقت أجلك المسمى وقيل يوم القيامة (قال رب بما أغويتني) نسب الإغواء إليه تعالى على طريقة الأشاعرة والجبرية (لأزينن لهم) المعاصي (في الأرض) في الدنيا (ولأغوينهم أجمعين) بالدعاء إلى الضلال حتى يضلوا (إلا عبادك منهم المخلصين) بكسر اللام أي أخلصوا دينهم لله وبفتحها أي أخلصتهم لطاعتك (قال) تعالى (هذا) أي الإخلاص (صراط على (1) مستقيم) أي على أن أراعيه أو على رضواني مروره (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) تسلط (إلا من اتبعك من الغاوين) فإنه باختياره جعل لك على نفسه سلطانا والاستثناء منقطع إن أريد بالعباد المخلصون ومتصل إن عمم (وإن جهنم لموعدهم) أي إبليس ومن اتبعه (أجمعين) تأكيد للضمير (لها سبعة أبواب) أطباق أسفلها جهنم ثم لظى ثم الجحيم ثم الهاوية ثم السعير وقيل قسم قرار جهنم سبعة أقسام لكل قسم بابه (لكل باب منهم) من الأتباع (جزء (2) مقسوم) مقرر على حسب مراتبهم في المتابعة (إن المتقين) للشرك والمعاصي (في جنات وعيون (3)) هي الأنهار من ماء وخمر وعسل ولبن أو منابع (ادخلوها) بتقدير القول (بسلام) بسلامة من الآفات (آمنين) من كل مخوف (ونزعنا) في الجنة (ما في صدورهم من غل) حقد كان في الدنيا (إخوانا) حال منهم وكذا (على سرر متقابلين) لا يرى بعضهم قفا بعض لدوران الأسرة بهم (لا يمسهم فيها نصب) تعب (وما هم منها بمخرجين) أبدا وذلك تمام النعمة (نبئ) خبر (عبادي أني (4) أنا الغفور) للمؤمنين (الرحيم) بهم (وأن عذابي) لمستحقيه (هو العذاب الأليم) الآيتان تقرير لما مر من الوعد والوعيد (ونبئهم (5) عن ضيف إبراهيم إذ دخلوا عليه فقالوا) الملائكة سلمنا (سلاما قال إنا منكم وجلون) خائفون لدخولهم بلا إذن وامتناعهم من الأكل (قالوا لا توجل) لا تخف (انا نبشرك بغلام عليم) وهو اسحق...

(1) صراط على بالإضافة كما في بعض الأخبار.
(2) جزءا: بضم الزاي وتنوين الهمزة بالفتح - جزء: بضم الجيم وتشديد الزاي بالضم.
(3) عيون: بكسر العين.
(4) عبادي أنى: بفتح الياء فيهما.
(5) ونبيهم.
(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»