تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٦٣
فظلوا فيه يعرجون * (14) * لقالوا إنما سكرت أبصرنا بل نحن قوم مسحورون * (15) * ولقد جعلنا في السماء بروجا وزينها للناظرين * (16) * وحفظناها من كل شيطان رجيم * (17) * إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين * (18) * والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شئ موزون * (19) * وجعلنا لكم فيها معيش ومن لستم له برازقين * (20) * وإن من شئ إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم * (21) * وأرسلنا الريح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين * (22) * وإنا لنحن نحى ونميت ونحن الوارثون * (23) * ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين * (24) * وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم * (25) * ولقد خلقنا الانسان من صلصل من حمأ مسنون * (26) * والجان خلقناه من قبل من نار السموم * (27) * وإذ قال ربك للملائكة إني خلق) * بشرا من صلصل من حمأ مسنون * (28) * فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين * (29) * فسجد الملائكة كلهم أجمعون * (30) * إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين * (31) *
____________________
فظلوا فيه) في الباب (يعرجون) يصعدون إليها أو تصعد الملائكة وهم يرونهم (لقالوا إنما سكرت (1) أبصارنا) سدت عن الأبصار (بل نحن قوم مسحورون) سحرنا محمد (ولقد جعلنا في السماء بروجا) اثنى عشر دالة باختلاف طباعها وخواصها مع تساويها في الحقيقة على صانع حكيم (وزيناها) بالكواكب (للناظرين) نظر اعتبار بل لكل ناظر إليها (وحفظناها من كل شيطان رجيم) فلا يدخلونها ولا يطلعون على حالها (إلا) لكن (من استرق السمع) خطفه منها (فأتبعه شهاب مبين) شعلة نار ظاهرة لمن يراها ويقال للكوكب (والأرض مددناها) بسطناها (وألقينا فيها رواسي) جبالا ثوابت (وأنبتنا فيها) في الأرض (من كل شئ موزون) بميزان الحكمة أو مناسب كقولهم كلام موزون أو ما يوزن من معدن ونبات (وجعلنا لكم فيها معايش) ما تعيشون به من المطاعم والملابس (ومن لستم له برازقين) عطف على (معايش) ويراد به العبيد والأنعام والدواب فإنما رازقهم الله ومن لتغليب العقلاء أو على محل لكم ويراد به العيال والخدم وغيرهم أي أعشناكم وإياهم (وإن من شئ إلا عندنا خزائنه) أي القدرة على إيجاده متضاعفا إلى ما لا نهاية له والخزائن تمثيل لاقتداره تعالى (وما ننزله) نوجده (إلا بقدر معلوم) تقتضيه الحكمة (وأرسلنا الرياح) وقرئ الريح (لواقح) ملقحات للسحاب أو الشجر أو لاقحات أي حوامل للسحاب أو الماء (فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه (2)) جعلناه لكم سقيا (وما أنتم له بخازنين) أي ليس عندكم خزائنه أو لا تقدرون على حفظه في العيون والآبار (وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون) الباقون بعد فناء الخلق (ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين (3)) متقدمي الخلق زمانا ومتأخريهم أو من تقدم في الخبر ومن أبطأ عنهم من الأموات والأحياء أو الأعم من الجميع (وإن ربك هو يحشرهم) للجزاء لا يقدر على ذلك سواه (إنه حكيم) في أفعاله (عليم) بكل شئ (ولقد خلقنا الإنسان) آدم (من صلصال) طين يابس إذا نقر صلصل أي صوت (من حمأ) طين متغير أسود (مسنون) مصبوب أي أفرغ صورة كما يفرغ الجواهر المذابة (والجان) أبا الجن (خلقناه من قبل) قبل آدم (من نار السموم) نار الريح الحارة النافذة في المسام أو نار لا دخان لها فمن قدر على ابتداء خلق الثقلين من العنصرين وإفاضة الحياة عليهم قدر على إعادتهم وإحيائهم مرة أخرى (وإذ) واذكر إذ (قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون فإذا سويته) عدلت صورته وأتممته (ونفخت فيه من روحي) النفخ إجراء الريح في تجويف جسم وإضافته إليه تعالى للتشريف (فقعوا له) لتكريمه (ساجدين) لله تعالى (فسجد الملائكة كلهم أجمعون) الملائكة تأكيد ثان للمبالغة في الشمول (إلا إبليس أبي أن يكون مع الساجدين...

(١) سكرت: بكسر الكاف مخففة.
(٢) ليس في القرآن كلمة أطول من كلمة (فأسقيناكموه) ومثلها (ليتخلفنكم) على نقدبر أن النون المشددة بحرفين.
(3) مستاخرين.
(٢٦٣)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»